هو فرع من العلوم الطبية يهتم بدراسة ظواهر المناعة (المقاومة = Resistant) المتمثلة في الطريقة التي يستطيع بها أي كائن حي حماية نفسه من الإصابة بالأمراض أو التخلص من الأجسام الغريبة التي قد تدخل إلي الجسم عبر الفتحات الطبيعية أو الغير طبيعية ، وبالتالي فأن هذا العلم يهتم بدراسة الجهاز المسؤول عن توفير تلك الحماية للكائن الحي ، أي الجهاز المناعي من خلال معرفة الكيفية التي يعمل بها هذا الجهاز علي توفير الحماية والدفاع عن الكائن الحي؟..
ومعرفة عواقب اعتلالات الجهاز المناعي علي الكائن الحي وما هي أسبابها ، وكيفية تصحيحها ؟ وهذه الدراسة تشمل دراسة ومعرفة تركيب ووظائف خلايا وأنسجة وأعضاء الجهاز المناعي وعلاقتها ببعضها البعض ودراسة مصل الدم وما يحويه من أجسام مناعية ،
وأسس التفاعلات المناعية داخل وخارج جسم الكائن الحي ، وعلية فان هذة المعرفة بالجهاز المناعي تساعد في تشخيص ومعرفة مسببات وعلاج الأمراض الناشئة عن خلل الجهاز المناعي أو أي خلل آخر بالجسم يؤدي إلى التأثير علي قيام الجهاز المناعي بوظائفه الحيوية ؛ كأمراض المناعة الذاتية والعوز المناعي والسرطان وفرط التحسس....الخ. كما أن هذا العلم يهتم بدراسة ومعرفة دور المناعة في عمليات زراعة وغرس الأنسجة والأعضاء والخصوبة والعقم .
المناعة IMMUNITY :-
المناعة أو الحصانة كمصطلح طبي تعني قدرة الجسم علي مقاومة الإصابة بالأمراض (The state of resistance to an infection)
وبمعناها الواسع تعني قدرة الجسم من خلال الجهاز المناعي علي مقاومة مسببات المرض بشكل طبيعي أو اصطناعي (كالتطعيم أو التلقيح) سوى أن كان ذلك من خلال منع دخول مسببات المرض إلي جسم الكائن الحي أو عن طريق مهاجمة مسببات المرض أو الأجسام الغربية والقضاء عليها أو أزالتها أو محايدتها (عن طريق منع نموها أو تكاثرها أو وقف تأثيرها) .
وباختصار المناعة تعني أن الشخص محصن ضد الإصابة بالأمراض .
أنواع المناعة Types of Immunity:-
وسائل الجسم لمقاومة مسببات المرض لا تنحصر في نوع واحد مـن الفاعليات المناعية بل أنها تشمل وسائل مناعية عديدة متخصصة وغير متخصصة (specific and non-specific)
وعلى هذا الأساس فقد صنفت المناعة بشكل عام إلي نوعين هما :-
المناعة التي تتواجد مع الكائن الحي مند الولادة وتتطور وتنضج مع تطور نمو ونضوج الكائن الحي ويسمي هذا النوع من المناعة بالمناعة الطبيعية (الفطرية أو اللانوعية)
والنوع الثاني هي المناعة التي يكتسبها الفرد بعد تعرضه بشكل طبيعي أو اصطناعي للمواد الغريبة المسببة للأمراض أو نقل مواد مناعية جاهزة (مثل الأجسام المضادة) له بشكل طبيعي أو اصطناعي ويسمي هذا النوع من المناعة بالمناعة المكتسبة أو المناعة النوعية .
أولا - المناعة الطبيعية (الفطرية أو اللانوعية) Natural (Innate or non-specific) immunity :-
وهي المناعة التي يرثها الكائن الحي من والدية وتنمو وتتطور فاعليتها بشكل طبيعي مع تطور حياة الإنسان ويبدأ عملها مند الولادة في مقاومة غزو الأجسام الغريبة والميكروبات الضارة ولا تعتمد آليتها علي عوامل خلـوية أو خلطيه محددة ولا تحتاج إلى التعرف النوعي علي الأحياء الدقيقة أو الأجسام الغريبة الغازية للقيام بدورها المناعي وتعمل هذة المناعة بذات الطريقة في كل مرة يتعرض فيها الجسم للمهاجمة من قبل الأجسام الغريبة من جديد ويمكن تعريف المناعة الطبيعية على أنها عبارة عن خطوط دفاعية ميكانيكية وكيميائية وخلوية ؛
هذا النوع من المناعة يتكون من آلاتي :-
1- الحواجز الميكانيكية Mechanical barriers :-
وهي الحواجز المعيقه لدخول الأحياء الدقيقة الضارة والأجسام الغريبة وهي تمثل خط الدفاع الأول عن الجسم حيث تقوم بمنع التصاق أو اختراق الجراثيم والفيروسات أو المواد الغريبة للجلد أو الأغشية، كما تقوم هذه الوسائل الميكانيكية بإزالة أو منع نمو أو تكاثر الأحياء الدقيقة التي تعلق أو تلتصق بالجلد أو الأغشية،
وهذه الحواجز تشمل آلاتي :-
ا- الجلد : الجلد السليم والخالي من العطب أو الجروح يعتبر عائق ميكانيكي لدخول الأحياء الدقيقة والأجسام الغريبة إلى الجسم حيث يعمل الجلد كغلاف واقي للجسم ويعتبر الجلد خط الدفاع الأول في جسم العائل لوقايته من الإصابة .
ب- الشعر: يعتبر أيضا عائق ميكانيكي يعمل علي منع التصاق الأحياء الدقيقة بالجلد والأغشية المخاطية .
ج- الأغشية المخاطية: التي توجد في كل أعضاء الجسم التي لها اتصال خارجي، مثل الجهاز الهضمي والتنفسي ، تفرز مخاط يمنع التصاق الأجسام الغريبة والجراثيم بخلايا تلك الأعضاء .
د- الخلايا الظاهرية ذات الأهداب (ciliated epithelial cells) : كالتي تتواجد في الجهاز التنفسي تقوم بحجز وإخراج الجراثيم والجزيئات الصلبة العالقة بالطبقة المخاطية بواسطة حركة الأهداب .
هـ- الإفرازات الحمضية والأنزيمية للماعده، لها تأثير مضاد للعديد من الأحياء الدقيقة التي قد تدخل عبر الفم.
و- اللعاب والعرق لهما دور منظف .
ز-الدموع : تعمل علي إزالة الجزيئات الصلبة والأجسام الغريبة التي قد تدخل للعين ، كما أن الأنزيمات التي تفرزها العين لها القدرة علي القضاء علي العديد من الميكروبات .
س- المسالك البولية ، حيث تساعد في إزالة الميكروبات وغيرها أثناء عملية التبول .
ك- العطس، السعال، القيء، والإسهال، كلها لها دور منظف من خلال طرد الجراثيم والأجسام الغريبة إلى خارج الجسم .
ك- المهبل : إفرازات المهبل في النساء تعتبر وسط حمضي غير ملائم لنمو الجراثيم .
م-المطاعمة أو النبت الطبيعي (Normal flora) ، تقوم الجراثيم المطاعمة المتواجدة في الأمعاء بالتقليل من احتمال التصاق ونمو الجراثيم الممرضة (الضارة) بالغشاء المعوي.
2-الحواجز الكيميائية The chemical barriers:-
العديد من سوائل وإفرازات الجسم الكيميائية لها دور دفاعي وتعتبر من الخطوط الدفاعية الأولية للمناعة الطبيعية في الجسم وهذه السوائل والإفرازات تشمل آلاتي :-
ا- التعرق ونواتج الغدة الزهمية (perspiration and product of sabucious gland) تعطي سطح الجلد وسط حامضي مثبط لنمو العديد من الجراثيم ، مثل حامض اللكتيك (lactic acid) الذي هو من محتويات العرق وكذلك أنزيم الليزوزيم (Lysozyme) ، كما أن الأحماض الدهنية التي يفرزها الجلد تكون سامة لأنواع عديدة من الأحياء الدقيقة الضارة .
ب- الدمع يحتوي علي أنزيم الليزوزيم القاتل للجراثيم خصوصا الجراثيم الموجبة الجرام (gram +ve) .
ج- حامض الهيدروكلوريك ، الذي تفرزه الماعده له قدرة علي قتل غالبية الجراثيم التي قد تدخلها عبر الفم .
د- البول : يعتبر وسط حمضي مثبط لنمو العديد من الجراثيم، كذلك وجود بعض الأنزيمات في البول تعمل على التخلص من الجراثيم التي قد توجد في المجاري البولية.
هـ- الأنزيمات الحالة (الليزوزيم) Lysozyme:- وهي عبارة عن أنزيمات (خمائر) حالة تفرز من قبل الكثير من الخلايا في الجسم (مثل كريات الدم البيضاء وخلايا الأغشية المخاطية وخلايا الطحال …الخ)، كما أنها توجد في العديد من إفرازات الجسم مثل الدمع والعرق والبول وإفرازات الغدة اللعابية وسوائل الجسم الأخرى عدا سائل النخاع الشوكي ، وهذه الأنزيمات لها تأثير مضاد للجراثيم حيث تعمل علي شق السكر الموجود في الجدار الخلوي للجرثومة بنوعيها الموجبة والسالبة الصبغة مما يؤدي إلى تحلل الجدار وبالتالي موت الجرثومة .
و- الإفرازات المهبلية في النساء ، تحمي الجهاز التناسلي للمرأة لاحتوائها علي أحماض تقضي علي الميكروبات .
س- السيتوكينات Cytokines :- الجهاز المناعي يؤدي وظائفه من خلال تفاعل تبادلي (تأثير أو فعل متبادل interactions) معقد بين مختلف الخلايا ، هذا التأثير المتبادل أما أن يحدث من خلال الاتصال المباشر بين الخلية والخلية (by direct cell to cell contact) أو بتوسط pharmacological agents ، واهم هذة الوسائط الببتيدات المتعددة التي تسمي السيتوكينات (cytokines).
السيتوكينات تعتبر وسيط هام لدفاعات العائل ضد الإصابة (infection) والجروح (injury) ، وضد الالتهاب الحاد أو المزمن (acute and chronic inflammation) وغالباً ما تقوم ذات السيتوكينات بالتوسط في الحالتين. السيتوكينات أيضا مهمة في التوسط لنمو وتمايز الخلايا الجدعية (stem cells) التي تنشاء عنها خلايا الـmyeloid cells (الخلايا النخاعية) والـlymphoid cells (الخلايا الليمفية) الناضجة .
السيتوكينات تفرزها خلايا الجهاز المنتج للخلايا الدموية (haematopoietic system) وتعمل عليها مثل الليمفاويات (lymphocytes) والبلعميات (macrophages) ، ولكن أيضا يمكن أن تنتجها خلايا أخرى من غير خلايا الجهاز المناعي وتعمل عليها .
السيتوكينات هي عبارة عن بروتينات تفرزها العديد من الخلايا المناعية المنشطة وكذلك الخلايا الغير المناعية و تعمل كساعي خلوي بروتيني (intercellular messenger proteins) ، تؤثر علي أداء الجهاز المناعي لوظائفه وتربطة مع أجهزة فسيلوجية أخرى في الجسم .
تشمل السيتوكينات كل من الانترليوكينات من 1 إلى 12 (interleukins 1 to 12 ~ ~ IL-1 to IL- 12) ، الانترفيرونات (interferons ~ IFNs) ، العوامل المحفزة لمجاميع الخلايا (colony-stimulating factors ~ CSFs) ، وعامل النخر الورمي الفا وبيتا (tumor-necrosis factors and ) ، بالإضافة إلى عدد من عوامل منظمات النمو الأخرى، حيث تقوم هذة السيتوكينات بتحفيز أو بتثبيط وتنظيم عمل خلايا أخرى من الجهاز المناعي ، كما أنها تؤثر في عمل أعضاء أخرى مختلفة بالجسم . وتعد هذة الجزيئات منظمات حاسمة لكل مظهر من مظاهر مناعة الفقاريات ، مع ملاحظة بأن السيتوكينات التي تفرزها وحيدات النواة تسمى مونوكينات والتي تفرزها الخلايا الليمفاوية تسمي اللمفوكينات .
Cytokines secreted by monocytes are called monokines , and those from lymphocytes are called lymphokines .
الانترفيرونات Interferons = IFN:- هي مجموعة من البروتينات أو البروتينات السكرية (Glycoproteins) تفرزها الخلايا المصابة بالفيروس وتعمل على حماية الخلايا المجاورة من الإصابة بالفيروس (أي الخلايا الأخرى الغير مصابة بالفيروس) من خلال منع استنساخ الفيروس داخل الخلية (أي بمنع تصنيع الرنا RNA الفيروسي). الانترفيرون ليس له علاقة بالفيروس وإنما يفرز كرد فعل من قبل الخلايا المصابة ضد الفيروس ، كما أن للانترفيرون دور في التنظيم المناعي مثل كبح تنشيط الليمفاويات البائية (inhibition of B-cell activation) وتنشيط النشاط السمي الخلوي للخلايا القاتلة الطبيعية (enhancement of the cytotoxic activity of natural Killer cells) ، كمـا أن له القدرة علي منع نمو الطفيليات الخلوية ، وأيضا الإصابة بالطفيليات الخلوية (intercellular parasites) (مثل الـchlamydiae والـrickettsiae) والبروتوزوا (protozoa) مثل الـToxoplasma والجراثيم (مثل الـstreptococci والـstaphylococci) ومنتجات الجراثيم السمية (endotoxins) ، كما أن هذة كلها تؤدي إلى تنشيط إنتاج الانترفيرون من قبل الخلايا. الانترفيرون لا يتأثر بالحرارة أو الحموضة
وتم التعرف علي العديد من أنواع الانترفيرونات أهمها الآتي :-
* انترفيرون آلفا (IFN-):- يفرز بواسطة الخلايا البيضاء ( بالذات البلعميات ووحيدات النواة) ويعمل علي تنشيط مضادات الفيروسات وتنشيط الخلايا القاتلة الطبيعية (NK) ، ويطلق أيضا علي IFN- انترفيرون الخلايا البيضاء (Leukocyte interferon). للـIFN- نشاط مضاد للفيروسات .
* انترفيرون بيتا (IFN-) :- يفرز هذا الانترفيرون من قبل الخلايا الـfibroblasts cells والخلايا الطاهرية (epithelial cells) والبلاعم الكبيرة (Macrophage). الدور الأساسي للـIFN- هو النشاط المضـاد للفيروسات (antiviral activity) ، الـIFN- يطلـق علية ايضا اسم epithelial-fibroblast interferon أو fibroepithilial interferon .
* انترفيرون جاما (IFN-):- وهو الانترفيرون الرئيسي المفرز من قبل الليمفاويات وتعتبر الليمفاويات التائية المفرز الرئيسي له، ودورة الأساسي يتمثل في التنظيم المناعي . ويطلق علي الـIFN- أيضا اسم الانترفيرون المناعي (immune interferon) .
** يعرف كل من الـIFN- والـIFN- بالانترفيرون نوع 1 (Type I interferon) ويعرف الانترفيرون IFN- باسم انترفيرون نوع 2 (Type II interferon) .
* عامل النخر الورمي Tumor Necrosis Factor (TNF) :- يعتبر عامل النخر الورمي وسيط أساسي في استجابة العائل ضد البكتريا السالبة الصبغة, وربما يلعب أدوار أخرى في الاستجابة ضد الإصابة بأحياء دقيقة أخرى. المصدر الرئيسي لعامل النخر الورمي هو السكر المتعدد الدهني لوحيدات النوي البلعمية المنشطة (الاكوله) (Lipopolysaccharid-activated mononuclear phagocyte) والليمفاويات التائية المنشطة بواسطة المستضد (antigen-stimulated T cell) والخـلايا القاتلة الطبيعية المنشطة (activated NK). كما أن الخلايا الصارية المنشطة (activated mast cells) هي الأخرى لها القدرة علي إفراز هذا العامل .
* الانترلوكينات (IL) Interleukins :- هي أحد أفراد عائلة السيتوكينات الواسعة، وتعمل هذة الانترلوكينات كأداة اتصال أو ربط بين خلايا الجهاز المناعي المختلفة ومن جهة أخرى بين الجهاز المناعي وخلايا الجسم الأخرى ، بالإضافة إلى مساعدة الجهاز المناعة في أداء وظيفته الدفاعية .
Interleukins provide a means of communication among cells within the immune system and between the immune system and other cells of the body.
توجد عدة انترلوكينات عرفت بأرقام عربية متسلسلة مثل الانترلوكين-1 (IL-1), الانترلوكين-2 (IL-2) ...الخ. تقوم بإنتاجها العديد من الخلايا المناعية مثل البلعميات و الليمفاويات البائية التي تنتج الانترلوكين-1 (IL-1)، و الليمفاويات التائية التي تنتج كل من الانترلوكين-2 (IL-2) و 3 و 4 .
ك- البروبيردينات Properdins :- هي عبارة عن بروتينات ( جاما جلوبيولين ) تعمل علي تنشيط المسلك البديل لنظام المتمم مؤديا إلى قتل الجراثيم التي تغزو الجسم بواسطة تفعيل نظام المتمم .
ل- الـBetalysin :- مصل العديد من الحيوانات بما فيها الإنسان يحتوي علي مادة لها نشاط مضادة للبكتريا (Antibacterial activity) ، تعرف باسم Betalysin و التي تفرز من قبل الصفائح الدموية أتناء عملية التجلط (Released by platelets during coagulation) . ولهذه المادة دور دفاعي في إطار المناعة الطبيعية للجسم ضد البكتريا الممرضة وبالذات البكتريا الموجبة الجرام (gram- positive bacteria) باستثناء الـ streptococci.
م-الأجسام المضادة الطبيعية Natural antibodies :-
الأجسام المضادة الطبيعية هي تلك الأجسام المضادة الموجودة في الجسم دون تعرض مسبق للمستضد النوعي لها. وتوجد عدة فرضيات تشرح سبب وجودها منها العوامل الوراثية، والتصالب مع مستضدات لها نفس الأماكن المحددة (epitops) لتكون هذة الأجسام المضادة ، أو أن المستضدات قد دخلت إلى الجسم دون أدراك العائل لها و أدت إلى تكون هذة الأجسام المضادة .
ع- بروتينات الطور الحاد Acute phase proteins :
هي مجموعة من البروتينات تصنع غالباً في الكبد مثل الـ1-antitripsin, و C-Reactive protein ، وceroloplsma ، والفيبرينوجين …الخ . هذا البروتينات ترتفع نسبها بشكل حاد في المصل عند حدوث التهابات حادة أو حادث للأنسجة بأي سبب كان، كالإصابة بالجراثيم أو نتيجة أي عطب أخر في الأنسجة.
Acute phase proteins :- Proteins synthesized by the liver whose level in serum rises rapidly in response to acute inflammation and tissue damage. .
ن- جهاز المتمم ( أو المكمل) Complement system : وهي أحد المكونات الطبيعية للبلازما وتتكون من كثر من 20 بروتين أو بروتين سكري لها دورة أساسي وفعال في دفاعات الجسم المختلفة ضد غزو الميكروبات والأجسام الغريبة .
3- الحواجز أو العوامل الخلوية المشتركة في المناعة الطبيعية (المناعة الخلوية الطبيعية) :-
كريات الدم البيضاء بأنواعها المختلفة تعتبر هي الحواجز الخلوية في دفاعات الكائن الحي وتعتبر هي خط الدفاع الثاني والأساسي في الجسم حيث أنه في كثير من الأحيان تستطيع الكثير من الميكروبات من اختراق الحواجز الميكانيكية والكيميائية لجسم العائل وهنا تتدخل الحواجز الخلوية بأنواعها منع ضرر تلك الميكروبات الغازية من خلال القضاء عليها بواسطة البلعمة أو من خلال إنتاج الجلوبيولينات النوعية (الخلايا الليمفاوية) المضادة لتلك الميكروبات الغازية وإنتاج عوامل تساهم بشكل فعال في مقاومة الجسم ضد الميكروبات هي الغريبة الأخرى الضارة .
تعتبر الكريات البيضاء له الوحدات المتحركة للجهاز المناعي بأنواعها الجسم حيث تستطيع الانتقال إلى مختلف أنحاء الجسم لتأدية وظائفها الدفاعية ، والقيمة الحقيقية للكريات البيضاء تكمن فأن اغلبها تنتقل إلى موقع الإصابة أو تواجد الميكروبات هي الغريبة الضارة وتعمل على تحطيمها بواسطة عملية تدعى البلعمة . وتقوم بعملية البلعمة كل الكريات البيضاء بقدرات مختلفة ( تعتبر الخلايا العدلة ووحيدات النواة الأهم والأكثر فاعلية في عملية البلعمة بالمقارنة بالخلايا الحمضة والقاعدة) عدا الليمفاويات التي يتمثل دورها القيام أحداث المناعة المكتسبة بنوعية الخلطي والخلوي .
العوامل المؤثرة في المناعة الطبيعية Factors influence nonspecific immunity :-
هناك العديد من العوامل التي لها تأثير علي كفاءة المناعة الطبيعية وهذه العوامل منها ما هو مرتبط بالعائل ومنها ما هو مرتبط بالبيئة المحيطة واهم هذة العوامل آلاتي :-
أولا العوامل المرتبطة بالعائل :-
1-العامل الوراثي (الجنس والنوع) Genetic influence .
2- الاختلافات العرقية Racial differences. 3- العمر Age effect .
4- الفروق الفردية Individual differences. 5- التأثير الهرموني Hormonal effect .
7- تأثير العوامل النفسية Psychological factors .
ثانياً العوامل المرتبطة بالبيئة:-
1- تأثير العوامل الغذائية Nutrition influences . 2- المستوي المعيشي .
3- نسبة التعرض لمسببات المرض .
الجهاز المناعي The immune system :-
أن جسم الكائن الحي (الإنسان) معرض دائما لتحدي والغزو من قبل أنواع مختلفة من الكائنات الدقيقة الغريبة (بكتريا ، فيروسات ، فطريات ، طفيليات ، وغيرها) ومن أجسام غريبة أخرى منتشرة في كل مكان حولنا (في الهواء ، الماء ، والتربة) وهذه كلها قد تدخل جسم عبر أي من الفتحات الطبيعية للجسم كالفم والأنف والادنين والعينين والحلمات والمهبل وغيرها ، أو عبر الفتحات الغير طبيعية كالتي تحدث نتيجة حدوث تخريب في أنسجة الجسم (كالجروح مثلا). ولأجل منع محاولات كل تلك الكائنات الدقيقة والأجسام الغريبة الأخرى من غزو الجسم فمن الضروري وجود جهاز متخصص يتولى حماية الجسم والدفاع عنة ضد الأعداء والجهاز الذي يتولى القيام بكل تلك العمليات الدفاعية المتخصصة والغير متخصصة هو الجهاز المناعي .
- الجهاز المناعي هو عبارة عن تجمع لملاين الملاين من الأنسجة والخلايا والجزيئات التي تعمل بشكل فردي أو جماعي لدفاع عن الجسم وفي الغالب ضد الأحياء الدقيقة التي قد تغزوا الجسم أو الأجسام الغريبة الأخرى والأنسجة الغريبة التي تغرس (تزرع) في الجسم .
- الحماية ليست هي الوظيفة الوحيدة لجهاز المناعة ، بل أن الجهاز المناعي يساهم أيضا في شفاء الجروح والمساعدة في إزالة خلايا الجسم التي ماتت بشكل طبيعي أو أصبحت هرمة وغير فاعلة وظيفيا. كما أن الجهاز المناعي لا يقوم بوظيفة الدفاع بشكل فردي وإنما هناك العديد من الأعضاء الأخرى التي تساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في عملية الدفاع عن الجسم مثل الكبد .
- أن أهم مميزات الجهاز المناعي هي قدرته علي التميز بين الذات وغير الذات أي بين الخلايا والنسيج والأعضاء التي هي جزاء من جسم العائل (التوى) وبين المواد الغريبة التي تسمي بالسوى (اللاذاتية). وهكذا فأن الجهاز المناعي يكون قادر علي التخلص من الأجسام الغريبة الغازية التي غالبا ما تكون بكتريا وفيروسات وطفيليات...الخ ، إضافة إلى ذلك فأن الجهاز المناعي عادتا ما يميز ويتخلص من خلايا ونسج الذات التي تبدلت بفعل الادية (الإصابة) أو المرض كالسرطان والخلايا التي أصبحت غير فعالة .
أنسجة وأعضاء الجهاز المناعي Tissues and organs of the immune system :-
هي الأنسجة والأعضاء التي تقوم بدور مناعي ، إضافة إلى دورها في تشكل خلايا الجهاز المناعي إلى خلايا مناعية ناضجة ، وكذلك توفير البيئة أو الوسط المناسب لتفاعل بين الخلايا الليمفاوية والمستضدات (أي الأجسام الغريبة) ، كما أن الأعضاء الليمفاوية تقوم بعملية السيطرة علي أحداث الاستجابة المناعية وتزويد الخلايا المناعية بالمعلومات الخاصة لتميز بين الذات وغير الذات .
تقسم أنسجة وأعضاء الجهاز المناعي اعتماداً علي دورها في السيطرة علي إنتاج الخلايا الليمفاوية وتوفير الوسط المناسب لتفاعل بين المستضد والخلايا الليمفاوية ، وهكذا فهي تقسم إلى أعضاء ليمفاوية أساسية أو أولية (primary lymphoid organs) ، وأعضاء ليمفاوية ثانوية (secondary lymphoid organs) .
كما هو معروف فأن جميع الخلايا المناعية مشتقة من الخلايا الجدعية الغير متمايزة في نخاع العظم (undifferentiated stem cells). الليمفاويات (lymphocytes) المتمايزة (المشتقة أو المحولة) من الخلايا الجدعية تهاجر عبر مجري الدم إلى الأعضاء الليمفاوية الرئيسية ، حيث يتم هناك اكتمال نضوجها إلى خلايا متمايزة مناعياً .
1- الأعضاء الليمفاوية الرئيسية أو الأولية Primary Lymphoid Organs :-
وهذه المجموعة من الأعضاء تضم غدة الثوتة وكيس أو جراب فابريسيوص (Bursa of fabricius) (أو ما يناظره في الإنسان مثل نخاع العظم ولطخه باير) وتعتبر الأعضاء الليمفاوية الأولية هي المواقع الرئيسية لتنظيم إنتاج وتمايز الليمفاويات ، حيث في هذة المواقع الليمفاويات المتمايزة (المشتقة) من الخلايا الجدعية المكونة لليمفاويات في نخاع العظم تنضج إلى ليمفاويات فاعلة مناعيا وأيضا تتكون لها المستقبلات الخاصة (المميزة) للمستضدات كما تكتسب أيضا صفة التميز بين الذات وغير الذات.
ا- غدة الثوتة (الثايموسية) Thymus gland :-
هي الغدة الوحيدة التي يتم فيها نضوج الخلايا الجدعية الملتزمة بتكوين الخلايا الليمفاوية (lymphoid committed stem cells) إلى ليمفاويات تائية (T-lymphocytes) ، تحت تأثير هرمونات الثوتة (Thymic hormone) مثل هرمون الثيموسين (Thymosin hormone) وهرمون الثايموبيوثين (Thymopoetin hormone) ، ويحدث ذلك ابتداء من الأسبوع الثامن من عمر الجنين .
غدة الثوتة توجد خلف عظم القص علي جانبي القصبة الهوائية بالقرب من قاعدة القلب ، وهي نسبيا كبيرة في الصغر وعند البلوغ تضمر تدريجيا إلى أن تصبح آثرا في الحيوانات البالغة ، وفي الثدييات مثل الإنسان تتكون غدة الثوتة من فصين ، ايمن وايسر وكل فص يتكون من عدة فصيصات. الليمفاويات التائية الغير ناضجة تتواجد في قشرة الغدة (cortex) أو في الطبقة الخارجية (outer capsule) أو في الطبقة التي توجد مباشرة تحت المنطقة الخارجية ، بينما تتواجد الليمفاويات التائية الناضجة في الطبقة الداخلية للغدة (medulla) (أي في لب الغدة) ، وبذلك الليمفاويات المنبثقة من غدة التوثة يطلق عليها اسم لليمفاويات التائية نسبةً إلى الحرف الأول من كلمة الثوتة (Thymus) .
ب- كيس أو جراب فابريشيوص Bursa of fabricius :-
هو عبارة عن عضو ليمفاوي فريد يوجد في الطيور فقط ، ويقع في النهاية الطرفية لأحشاء الطائر يكتمل نضوجه في خلال أسبوع أو أسبوعين من بعد الفقص ، وبعدئذ يبدأ في الضمور التدريجي. وهو عبارة عن كيس بيضاوي الشكل ، يتكون من طبقة خارجية (القشرة) و طبقة داخلية (النخاع) وبالإضافة إلى الليمفاويات تحتوي القشرة أيضا علي خلايا البلازما والبلعميات الكبرى .
تدعي الخلايا المشتقة من جراب فابريشيوص بالليمفاويات البائية، حيث يتم في كيس أو جراب فابريشيوص اكتمال نضوج الخلايا الجدعية الملتزمة بتكوين الخلايا الليمفاوية إلى خلايا ليمفاوية بائية ناضجة ، كما يتم فيه انقسامها إلى خلايا بلازمية وخلايا ذاكرة ،
كما يعمل علي تنظيم إنتاجها بالإضافة إلى تنظيم إنتاجها للأجسام المضادة ، وحتى ألان لم يتم تميز أي عضو مشابه لجراب فابريشوص في الثدييات ، ولكن يعتقد بأن عمليات إنضاج الليمفاويات البائية في الثدييات (بما فيها الإنسان) تتم في الكبد وكيس المح خلال المرحلة الجنينية، أما في مرحلة الطفولة فيتم ذلك في نخاع العظم أو الأنسجة الليمفاوية المعوية المرتبطة بالأمعاء (مثل لطخه باير) (gut-associated lymphoid)،
وفي مرحلة البلوغ يتم ذلك في نخاع العظم وربما أيضا في لطخه باير أو في عضو مكافئ لجراب فابريشيوص يقع في مكان ما في جسم الإنسان لم يتم التعرف علية حتى ألان .
2- الأعضاء الليمفاوية الثانوية Secondary Lymphoid Organs :-
بعد الأعضاء الليمفاوية الأولية (الرئيسية) تغادر الليمفاويات البائية والتائية إلى الدم المحيطي وتدخل منة إلى الأعضاء الليمفاوية الثانوية ، وهناك يكتمل نضوجها بعد أن يتم تنشيطها نتيجة تعرضها للمستضدات (الأجسام الغريبة) ، وتصبح هذة الخلايا فاعلة ومؤهلة مناعيا. بعد التنشيط بالمستضد المناسب ، تبداء الليمفاويات البائية في التضخم والانقسام السريع المتكرر وتنتج أعداد هائلة من الخلايا البلازمية وخلايا الذاكرة ، وتنتج الخلايا البلازمية كمية هائلة من الأجسام المضادة النوعية للمستضد الذي أدى إلى تنشيط الليمفاويات البائية ، كذلك خلايا الذاكرة لها المقدرة علي إنتاج وإفراز الأجسام المضادة ولكنها لا تقوم بذلك في حينها ، فهي تبقي كمخزون احتياطي في العقد الليمفاوية إلى أن يتكرر دخول المستضد الغريب الذي أدى إلى تنشيط أو استثارة تكوينها في المرة السابقة ، وعندها تتنامى خلايا الذاكرة سريعا إلى خلايا بلازمية وتفرز كميات كبيرة من الأجسام المضادة النوعية لذلك المستضد. أيضا الليمفاويات التائية بعد تنشيطها تتضخم وتتكاثر وتنتج أعداد هائلة من الليمفاويات التائية المحسسة التي تدور أيضا في الدم للقيام بدور المقاومة ، الليمفاويات التائية هي الاخره عند تنشيطها وانقسامها تتكون منها خلايا فاعلة وأخرى خلايا ذاكرة تبقي كمخزون احتياطي .
الأعضاء الليمفاوية الثانوية تشمل الطحال ، العقد الليمفاوية والأنسجة الليمفاوية المرتبطة بالأمعاء التي تشمل : اللوزتين (Tonsils) لطخات باير (Payer's patches) والزائدة الدودية (appendix) والأنسجة الليمفاوية المرتبطة بالقصبات الهوائية (bronchus associated lymphoid tissue) والغدة اللعابية (salivary gland) ، والغدة الدمعية (lacrimal gland) والغدة اللبنية (mammary gland) وغيرها .
ا- العقد الليمفاويات Lymph nodes :- هي عبارة عن تراكيب بيضاوية علي شكل مجاميع إنضاج عناقيد بعضها في حجم رأس الدبوس وبعضها الأخرى كبير في حجم حبة الفول تتواجد علي طول الأوعية الليمفاويات في مناطق مختلفة من الجسم منها الإبطين والمرفق والعنق. وتعمل العقد الليمفاويات كمرشحات للسوائل النسيجية في الأوعية الليمفية ، وكذلك تعمل كمحطة تعود منها الذات إلى مجري الدم ومنه إلى اللمف والعكس عبر الأوعية الليمفية وأوعية جهاز الدوران .
تقسم الكتلة النسيجية في العقد الليمفاويات إلى قسمين الأنسجة يدعي القشرة (cortex) وهي المنطقة الخارجية والتي تتواجد فيها أعداد كبيرة من الذات البائية والخلايا البلعمية الكبيرة (البلعميات الكبرى) ، والقسم الثاني يسمي اللب(medulla) إنضاج المنطقة الداخلية للعقد الليمفاويات (inner region) .
ب- الطحال Spleen :- الطحال هو اكبر الإصابة الليمفاويات الثانوية حجما يوجد في الجهة اليسرى من التجويف البطني تحت الحجاب الحاجز ويعتبر المكان الرئيسي لتنظيم الاستجابة المناعية ، كما يعتبر مكان لتنقية الدم من الأجسام الغريبة والعوامل الممرضة وإزالة الكريات الحمراء الهرمة وإعادة الحديد إلى الدم ، وتحويل الهيموجلوبين (خضاب الدم Hemoglobin) إلى بيلوربين (bilirubin) ، كما يعتبر الطحال موقع هام لإنتاج الأجسام المضادة والليمفاويات المحسسة .
الطحال عبارة عن عضو شبكي لليمفاويات يتكون من منطقتين رئيسيتين هما اللب الأحمر (red pulp) الذي يتم فيه تخزين الكريات الحمراء وحجز المستضدات (الأجسام الغريبة) كما يعتبر الطحال مكان لإنتاج الكريات الحمراء في المراحل الجنينية ، كما تعتبر منطقة اللب الأحمر غنية بالبلعميات. المنطقة الثانية هي منطقة اللب الأبيض (white pulp) وهذه المنطقة تشكل حوالي 20% من وزن الطحال ، وتتكون منطقة اللب الأبيض من جزئين أحدهما يحتوي علي الذات البائية الغير نشطة إنضاج الساكنة (resting B cells) والجزء الثاني يحتوي علي الذات البائية المنشطة (stimulated B cells) ، كما توجد منطقة أخرى تحيط باللب الأبيض تحتوي الذات التائية. وتعرف منطقة اللب الأبيض أي باسم منطقة النشاط المناعي لأن في هذة المنطقة يتم حدوث الاستجابة المناعية وإنتاج الأجسام المضادة .
خلايا الجهاز المناعي Cells of the immune system
جميع خلايا الجهاز المناعي مشتقة من الخلايا الجدعية الغير متمايزة (undifferentiated stem cells) في نخاع العظم ، وفي نخاع العظم تتحول الخلايا الجدعية الغير متمايزة إلى خلايا جدعية متمايزة (differentiated stem cells) وتتطور عبر عدة مراحل إلى خلايا دموية مختلفة والتي هي الكريات الحمراء ، صفائح دموية خلايا دموية بيضاء وهذه الأخيرة تقسم إلى عدة أنواع بالاعتماد علي شكلها إلى خلايا ذات نواة واحدة (momnuclear cells) أو خلايا غير محببة (non-granules) والتي تضم الليمفاويات (lymphocytes) ووحيدة النواة (monocytes) وخلايا بيضاء متعددة النوي المشكلة (polymorphonuclear leukocytes) او الخلايا الحبيبية (granulocytes) وكل الكريات البيضاء الحبيبية تحتوي علي سيتوبلازم ملئ بالحبيبات (granules) ولهذا يطلق عليها الخلايا المحببة (granulocytes) ، كما ان جميعها لها انويه غير منتظمة ومفصصة ولهذا تسمي متعدد النوي المشكلة (polymorphnuclear). كما أنها تقسم إلى ثلاثة أنواع بالاعتماد علي نوع الصبغة التي تصبغ حبيباتها (based upon the ability of dyes to stain their granules) ، فمثلا الخلايا التي تصبغ حبيباتها بالصبغات القاعدية (basic dyes) مثل الـhematoxylin تسمي الخلايا القعدة (basophils)، والخلايا التي تصبغ حبيباتها بالصبغات الحمضية مثل الـeosin تسمي الخلايا الحمضية (eosinophils) وتلك التي لا تصبغ حبيباتها بالصبغة القاعدية ولا بالحمضية تسمي الخلايا المتعادلة (neutrophils).
الخلايا المتعادلة (العدلة إنضاج النتروفيل) Neutrophils :-
تعتبر الخلايا البيضاء المتعدد الأشكال النوي المتعادلة (polymorphonuclear neutrophil granulocyte) هي الخلايا الرئيسية للجهاز النخاعي والتي تسمى أي باسم الخلايا المتعادلة (النتروفيل) (neutrophil).
تتكون النتروفيل في نخاع العظم ومنه تهاجر إلى مجري الدم ، وبعد حوالي 12 ساعة تغادر مجري الدم إلى الانسجة، ولا تتراوح فترة طول عمرها اكثر من عدة أيام . تكون النتروفيل حوالي من 60 إلى 75% من أجمالي كريات الدم البيضاء في معظم الأولية، ولكنها تشكل فقط حوالي من 20 إلى 30 % في الحيوانات المجترة (ruminants) مثل الأبقار (cattle) والأغنام (sheep) .
تركيب النتروفيل Structure of neutrophils :-
عندما تكون معلقة في الدم تظهر النتروفيل خلية دائرية يبلغ قطرها حوالي من 12 إلى 15 ميكرومتر، ستوبلازمها يحتوي علي حبيبات ناعمة، ويوجد في المركز انوية غير منتظمة مفصصة مرتبطة ببعضها بجدائل مفتولة من الكروماتين (connected by tapering chromatin strands). بالمجهر اللالكتوني يشاهد نوعين من الحبيبات في السيتوبلازما الغنية بالأنزيمات: الحبيبات الأول (primary granules) عبارة عن تركيبات إلكترونية كثيفة تحتوي علي أنزيمات مبيدة للبكتريا (bactericidal) مثل البروكسديز النخاعي (myeloproxidase) والأنزيمات الحالة (lysozyme). الحبيبات الثانوية (secondary granules) تحتوي علي عدة أنزيمات مثل اليسوزيم (lysozyme) وكلاجينيز (collagenase) والبروتين الرابط للحديد الاكتوفيرين (lactoferrin). النتروفيل الناضجة تحتوي علي أجسام جولجي وبعض الميتوكندريا وكمية قليل جداً من الريبسومز (ribosomes) واندوبلازما شبكي خشن (rough endoplasmic reticulum).
وظيفة النتروفيل Function of neutrophils :-
الوظيفة الرئيسية للنتروفيل هي اصطياد وتحطيم الأجسام الغريبة بواسطة عملية البلعمة او الالتهام (phagocytosis). للنتروفيل مخزون محدود من الطاقة مما يجعلها غير قادرة علي استعادة طاقتها مجدد، ولهذا فهي تكون منشطة فور مغادرتها لنخاع العظم، وبسبب طاقتها المحدودة فهي تستهلك بسرعة وعادتا تكون قادرة علي القيام بعدد محدود من عمليات البلعمة.
تعتبر النتروفيل خط الدفاع الأولى في جسم العائل ضد غزو الأجسام الغريبة حيث تمتاز بسرعة الحركة نحو مكان وجود الأجسام الغريبة وتحطمها فوراً، ولكنها غير قادرة علي الاحتفاظ بأي جهد بعد عملية مهاجمة الأجسام الغريبة. ويمثل نظام الخلايا وحيدة النواة - الأكولة أو الجهاز البلعميى أحادى النواة (mononuclear-phagocytic system) خط الدفاع الثاني، ونظراً إلى أن النتروفيل تهضم كامل الجسم الغريب فهي لا تقوم بأعداد المستضدات للخلايا الحساسة للمستضدات (antigen-sensitive cells).
بروتينات اسطح كريات الدم البيضاء Leukocyte surface proteins :-
كل الخلايا ذات النواة (nucleated cells) تحمل عدد كبير متنوع من البروتينات علي أسطحها ، بعضها بروتينات تركيبية (structural proteins) والأخرى مستقبلات (some are receptors) والبعض الآخر بروتينات التصاق (adhesive proteins). البروتينات التي توجد علي سطح الخلايا يبدو أنها خاصة أو نوعية (specific) لوظائف تلك الخلايا ولتطورها، ولهذا فأن بعضها يوجد فقط علي النتروفيل (neutrophils)، والبلعميات (macrophage) والليمفاويات (lymphocytes)، بينما توجد أنواع أخرى علي أنواع عديدة من الخلايا. هناك جهد كبير بدل لأجل التعرف علي جزيئات اسطح الخلايا الحبيبية، البلعميات، الليمفاويات والصفائح الدموية، هذة الجزيئات تم تصنيفها بواسطة نظام الـCD (CD system) ، وتم التعرف حتى ألان علي اكثر من 80 صنف من أصناف الـCD ، ليس كلها ولكن معظمها تعتبر بروتينات، بعض هذة البروتينات (المستقبلات ) مثل الـCD4 والـCD8 تلعب دور هام في وظائف الخلية ، بينما هناك أصناف أخرى لم تعرف وظائفها حتى ألان مثل الـCD33 ، الـCD72 والـCD78.
النتروفيل تحمل الكثير من جزيئات الـCD المختلفة علي سطحها أهمها CD11a/CD18 الذي يوجد أيضا علي الليمفاويات ووحيدات النواة والخلايا القاتلة الطبيعية والكريات البيضاء الحبيبية الأخرى وCD11b/CD18 و CD11c/CD18 إضافة إلى CD32 المستقبل الخاص بالمنطقة Fc من الجسم المضاد و CD35 المستقبل الخاص بالجزيئي C3b للمتمم .
ب- الخلايا الحمضة Eosinophils :-
تسمي الخلايا الحمضة بهذا الاسم نظراً لكون سيتوبلازماها يصبغ بشكل كثيف بصبغة الايوسين الحمراء الحمضية (eosin). وهي تشكل حوالي من 1 إلى 5% من أجمالي الكريات البيضاء الجائلة في الدم في الإنسان وحوالي 2% في الكلاب و 10% في المواشي وهي اكبر قليلاً في الحجم من النتروفيل حيث يتراوح حجمها بين 12 و 17 ميكرومتر، وعادتاً تكون نواتها ذات فصين. الخلايا الحمضة تغادر نخاع العظم في صور غير ناضجة نسبياً حيث تغادره إلى الطحال ليتم اكتمال نضوجها فيه وتبقي هذه الكريات البيضاء في مجري الدم لمدة قصير تبلغ حوالي من 4 إلى 5 ساعات قبل أن تخرج إلى الأنسجة حيت تتولي عملية الدفاع (المناعة) ضد الطفيليات وبالذات الديدان التي قد تصيب الأحشاء, كما أنها تساعد علـي إخماد (تلطيف) حدة تفاعلات فرط الحساسية مـن النوع الأول (Type I hypersensitivity), وأيضا الخلايا الحمضة لها مقدرة محدودة أو غير فعالة لمقاومة الجراثيم والفطريات بذات الطريقة التي تعمل بها الخلايا العدلة ووحيدات النواة الملتهمة ولكن حبيباتها لا تحتوي علي الليسوزوم ولكنها تحتوي علي كمية كبيرة من الفوسفتيز الحامضي (acid phosphatase) والبروكسيديز (peroxidase) ويعتبر بروكسيديز الخلايا الحمضة اكثر فاعلية من بروكسيديز النتروفيل في قتل أنواع عديدة من الأحياء الدقيقة، كما أن لها دور فـي إزالة الفبرين المتكـون عند حدوث الالتهاب.
للخلايا العدلة مستقبلات سطحية خاصة لمكونات المتمم (C3a) وللجسام المضاد نوع IgG, وكذلك لها مستقبلات خاصة بالجسم المضاد نوع IgE وللهستامين (Histamine). وقد لوحظ بأن عدد الخلايا الحمضة يزداد أحيانا في الأشخاص المصابين بأمراض طفيلية أو الحساسية.
ج- الخلايا البيضاء القعدة Basophils:-
تشكل الخلايا القعدة حوالي من 0 إلى 1% من أجمالي الكريات البيضاء الجائلة في الدم وهناك خلايا مشابه لها في التركيب والشكل تسمي الخلايا الصارية أو البدينة (Mast cells). الخلايا القعدة والصارية تعمل كوسيط في أحداث الاستجابة الالتهابية وتفاعلات فرط الحساسية من النوع الأول من خلال تحرير أو إطلاق مواد من حبيبتها والتي تسبب حدوث الاستجابة الالتهابية وتفاعلات فرط الحساسية من النوع الأول عند تنشيطها بالأجسام المضادة من نوع IgE التي تعمل كوسيط في أحداث تفاعلات الالتهاب وفرط الحساسية .
تحتوي الخلايا القعدة والصارية علي مستقبلات سطحية خاصة للجسم المضاد IgE وأخرى للـCD40 الخاص بالليمفاويات البائية ولذلك ارتباط لليمفاويات البائية من خلال المستقبل CD40 بالخلايا القعدة بالتعاون مع الـIL4 يمكن أن يؤدي إلى زيادة إنتاج الأجسام المضادة نوع IgE. أيضا هناك وسائط أخرى يمكن أن تؤدي إلى تنشيط الخلايا القعدة والصارية منها جزيئات مكونات المتمم C3a و C4a و C5a بالإضافة إلى العوامل المحررة للهستامين والسيروتونين .
1-نظام الخلايا وحيدة النواة - الأكولة (أو الجهاز البلعمي أحادى النواة) :-
Monocyte- Macrophage system
تمثل وحيدات النواة الجائلة في الدم حوالي من 4 إلى 10% من مجموع كريات الدم البيضاء ، ويكون وجود وحيدات النوة في مجري الدم ما هو ألا مرحلة عبور، حيت أن هذة الخلايا بعد نضوجها تدخل الدم ومنه تهاجر إلى مختلف أنسجة الجسم، وفي الأنسجة تصبح وحيدات النواة خلايا أكولة ناضجة أو خلايا بلعمية (تعتبر وحيدات النواة خلايا أكولة غير ناضجة قبل انتقالها إلى الأنسجة من الدم) وتكون البلعميات الكبيرة منتشرة في كافة أنحاء الجسم ويطلق علي الخلايا الأكولة في الأنسجة عدة أسماء ، فالخلايا الأكولة (البلعمية) التي توجد في الأنسجة الضامة تسمي الخلايا الأكولة النسيجية (Histocyte) والتي توجد في المخ يطلق عليها Microglia والبلاعم التي توجد في الكبد يطلق عليها Kupffer cells والتي توجد في الرئة تسمي Alveolar macrophage والتي توجد في الدم تسمي وحيدات النوي (monocytes) وبغض النظر عن وجودها فهي جميعا يطلق عليها جهاز الوحيدات الأكولة(monocyte-macrophage system) أو ما كان يعرف في السابق باسم الجهاز الشبكي الباطني (Reticuloendothelial system) .
توجد علي اسطح وحيدات النواة ( البلعميات ) مستقبلات خاصة للقطعة المتبلورة من الجسم المضاد (Fc) وبصورة خاصة النوع IgG1 والنوع IgG3 ، وكذلك مستقبل لقطعة المتمم الثالث C3b والنوع الثاني من معقد التوافق النسيجي الأكبر (MCH class II) .
من مميزات جهاز وحيدات النوى البلعمية هي قدرة خلاياه علي إعادة النشاط البلعمي لأكثر من مرة ، وهذا علي عكس خلايا النتروفيل التي تقوم بعملية البلعمة لمرة واحدة فقط في الغالب.
أهم وطائف الخلايا وحيدات النواة- الأكولة ( البلعميات ) :-
ا- تحطيم الأجسام الغريبة (الجراثيم وغيرها) ، وإزالة الأنسجة والخلايا الميتة أو التي في طريقها للموت.
ب- تقديم المستضدات لليمفاويات لأحداث الاستجابة المناعية ضدها ، وكذلك المشاركة في تنظيم الاستجابة المناعية .
ج- إفراز العديد من العوامل الحيوية الهامة للمناعة ، مثل الانترفيرون ، والانترلوكينات .
الليمفاويات (الخلايا الليمفاوية) Lymphocytes :-
تعتبر الليمفاويات مركز الاستجابة المناعية النوعية وهي التي تعطي الجهاز المناعي القدرة علي التميز بين الذات وغير الذات و كذلك صفة التذكر. تشكل هذة الخلايا حوالي من 20 إلى 45% من أجمالي الكريات البيضاء الجائلة في الدم المحيطي، ويوجد منها نوعان هما الليمفاويات البائية (B-Lymphocytes) والليمفاويات التائية (T-Lymphocytes) ، تمثل الليمفاويات البائية حوالي من 15 إلى 20% من مجموع الليمفاويات، بينما الليمفاويات التائية تشكل حوالي من 80 إلى 85% من مجموع الليمفاويات في الدم.
أن وجود الخلايا الليمفاوية في أماكن مختلفة من الجسم (الدم المحيطي ، الطحال ، العقد الليمفاوية، الثايمس، اللوزتين، وغيرها من الأعضاء والأنسجة الأخرى) يؤدي إلى تخصص وظيفي لكل خلية ليمفاوية. ومع أن الخلايا الليمفاوية تبدو متشابها عند رؤيتها تحت المجهر الضوئي، وأنها جميعاً تنحدر من خلية أساسية واحدة ألا أن تجمعاتها تتطور تحت تأثير أشارت تخليق وتميز مختلفة تؤدي إلى اختلافات في النواحي التركيبية والوظيفية لها، حيت أن عند تعرض الخلايا الليمفاوية لتحفيز بالمستضد المناسب لها في الأعضاء الليمفاوية الثانوية فأنها تخصب (تتهيج وتتضخم) وتتبعها تغيرات شكلية (morphologic change) تكون نتيجتها النهائية هي أن الخلايا الليمفاوية البائية (B-Lymphocytes) تتكاثر وتنتج أعداد كبيرة من خلايا البلازما (plasma cells) تقوم بإنتاج وإفراز الأجسام المضاد لتنخرط في أداء المناعة الخلطية وأخرى خلايا ذاكرة (Memory cells) تبقي كمخزون احتياطي ، بينما تنشيط الخلايا التائية بالمستضد المناسب، يؤدي إلى تضخمها وتكاثرها وإنتاجها لأعداد هائلة من الخلايا التائية المحسسة أو المنشطة (Sensitized T-cells) تدور بالتبادل بين اللمف والدم والليمف لتتولي دور المناعة الخلوية ويبقي عدد من الخلايا التائية المنشطة في الأنسجة كخلايا ذاكرة. وعلية فأن الليمفاويات (الخلايا الليمفاوية) تقسم إلى مجموعتين رئسيتين هما الخلايا الليمفاوية البائية والخلايا الليمفاوية التائية ، وذلك استنادا علي العلامات والمستقبلات السطحية الموجودة عليها وعلى مواقع تطورها إضافة إلي أنزيماتها واستجابتها لمحفزات تنشيطها وانقسامها.
الخلايا الليمفاوية البائيةB-lymphocytes :-
حوالي من15 إلى 20% من الخلايا الليمفاوية في الدم المحيطي (Peripheral blood) هي خلايا ليمفاوية بائية، وهذه هي الخلايا المسؤولة عن إنتاج الأجسام المضادة وبالتالي هي المسؤولة عن أحداث الاستجابة المناعية الخلطية، فبعد تعرضها للمستضد المناسب تكبر وتنقسم إلى خلايا بلازمية منتجة للأجسام المضادة (الجلوبيولينات المناعية) ، ويتحول جزء من الخلايا المنقسمة إلى خلايا ذاكرة ، تساهم في حالة التعرض لنفس المستضد مرة أخرى إلى أحداث استجابة مناعية فورية وقوية.
أن التطور الوظيفي والعلامات المميزة لهذه الخلايا يتم تحت تأثير عوامل تفرز من خلايا النخاع الأحمر (النقي الأحمر) أو الجهاز الهضمي وهذه العوامل تضم الانترليوكين-4 والانترليوكين-5 (Interleukine-4, و Interleukine-5) الذي تفرزه الخلايا التائية المساعدة المنشطة (activated T-helper)، وتوجد هذة الخلايا مرتبة في اللب الأبيض المحيطي للطحال والمنطقة الخارجية لقشرة العقد الليمفاوية.
تتميز الخلايا الليمفاوية البائية بوجود مستقبلات خاصة علي سطحها عبارة عن جلوبيولينات مناعية، كما يمكن تميز هذة الخلايا بواسطة علامات الـCD (Cluster of differentiation = عناقيد تميز) الموجودة علي سطحها والتي هي عبارة عن بروتينات سكرية (Glycoproteins) ، حيت يوجد علي سطح الخلايا البائية العلامات ، CD19، CD20، و CD21 وكذلك بواسطة المستقبلات الموجودة سطحها والخاصة بالصنف الثاني لمعقد مركب التوافق النسيجي الأكبر وأيضا بالمستقبلات الخاصة بالمتمم خصوصا C1q ، C3b ، و C4b ، والمستقبل الخاص بالمنطقة Fc للجلوبيولين المناعي IgG .
مع أن جميع الخلايا الليمفاوية البائية لها العديد من المميزات والخصائص المشتركة ألا انه يمكن تقسيمها إلى مجاميع دنيا اعتمادا علي نمط الجلوبيولين المناعي(Ig) الذي تفرزه وعلية فأنها تصنف إلى B (للخلايا التي تفرز IgM)، و B (للخلايا التي تفرز IgG)، وB (للخلايا التي تفرز IgA)، وB (للخلايا التي تفرز IgD)، وB (للخلايا التي تفرز IgE).
في الدم المحيطي الغالبية العظمي من الليمفاويات البائية تحمل IgG و IgM بينما في الأغشية المخاطية الغالبية العظمي من الليمفاويات البائية تحمل IgA.
يجب ملاحظة أن الخلايا البلازمية مع أنها خلايا متطورة عن الليمفاويات البائية وتحتوي علي جلوبيولينات مناعية ألا أنها لا تحتوي علي العلامات والمستقبلات السطحية الموجودة علي الليمفاويات البائية قبل تطورها إلى خلايا بلازمية وذاكرة.
الخلايا البلازمية Plasma Cells :-
تتطور الخلايا البلازمية عن الخلايا الليمفاوية البائية المنشطة بالمستضد الغريب ، وبالإمكان تميز سلسلة من الخلايا المتوسطة من ناحية الشكلية (morphology) بين الليمفاويات والخلايا البلازمية والتي يطلق علية بلازمابلاست (plasmablasts) وهذه تتطور أو تنتج في الأعضاء الليمفاوية الثانوية في المنطقة التي يحدث فيها التعاون بين الليمفاويات البائية والتائية. إذا الـبلازمابلاست توجد في الحافة بين قشرة العقد الليمفاوية (lymph node cortex) وجار القشرة (paracortex) ومنطقة الغشاء (mantle zone) في الطحال ، وما أن تتطور إلى خلية بلازمية ناضجة كاملة عادتا تهاجر تلك المنطقة لتتوزع في أنحاء مختلفة في الجسم. يوجد اكبر عدد من الخلايا البلازمية في الطحال والطبقة الداخلية للعقد الليمفاوية وفي نخاع العظم.
الخلايا البلازمية هي خلايا بيضاوية الشكل (ovoid cells) يبلغ قطرها من 8 إلى 9 ميكرومتر، وتوجد بها نواة دائرية غير مركزية تحتوي علي كرومتين موزع بغير انتظام (unevenly distributed chromatin)، كما يوجد بالخلايا البلازمية اندوبلازما شبكي خشن يصبغ بقوة بالصبغات القاعدية (basic dyes) والبيرونين (pyronin). وتعتبر الخلايا البلازمية خلايا متميزة بدرجة عالية ، كما تعتبر خلايا نهائية أي أنها لا تكون أي نوع آخر من الخلايا. عمر الخلايا البلازمية متباين فبعضها يعيش لفترات قصير تتراوح بين 3 و 4 أيام وبعضها الآخر يعيش لفترة بين 3 و 4 أسابيع.
في العادة الخلايا البلازمية تكون قادرة علي تصنيع حتى 300 جزيء الجلوبيولينات المناعية (immunoglobulin molecules) في الثانية. السلاسل الثقيلة والخفيفة للجلوبيولينات المناعية تصنع علي الريبوسومات المتعدد (polyribosomes) ، ثم تفرز في تجويف الاندوبلازما الشبكية ، حيث تقترن السلسلتين لتكون جلوبيولين مناعي كامل. الجلوبيولين المناعي المنتج بواسطة الخلايا البلازمية له مستقبلات للخلايا البائية ذات خصوصية مماثلة للخلية البائية ألام.
خلايا الذاكرة Memory Cells:-
نوعين من الخلايا تتطور عن الخلايا البائية عقب تنشيطها بالمستضد ، النوع الأول الخلايا البلازمية التي أشير أليها أعلاه والنوع الثاني خلايا الذاكرة ، وخلايا الذاكرة تعتبر من الخلايا الحساسة للمستضد المخزونة إلى حين الحاجة أليها عند التعرض إلى ذات المستضد الذي حث الخلايا البائية الأصلية علي إنتاجها ، خلايا الذاكرة قد يتم إنتاجها بذات الخلايا البائية التي أنتجت الخلايا البلازمية أو قد يتم إنتاجها بواسطة أصناف أخرى من الخلايا البائية. خلايا الذاكرة ليست مثل الخلايا البلازمية حيث ليس لها شكل مميز و لكنها قد تعتبر خلايا ليمفاوية صغيرة . أيام قليلة من دخول المستضد خلايا الذاكرة تبداء في الانقسام، وتطورها يحتاج إلى وجود الانترلوكين 1 و 5 (IL-1 and IL5) وكذلك المكون الثالث للمتم .خصوصية مستقبلات خلايا الذاكرة تبقي بشكل كبير مشابه للخلايا البائية ألام ، ولكن شراهتها (آلفتها) للمستضد قد تزداد وهذا قد يكون عائد للطفرة الجسدية (somatic mutation). أعداد كبيرة من خلايا الذاكرة تغادر الطحال والعقد الليمفاوية إلى نخاع العظم وبهذا يعتبر نخاع العظم أهم مصدر للأجسام المضادة في الاستجابة الثانوية .
الخلايا الليمفاوية التائية T-Lymphocytes:-
تشكل الخلايا الليمفاوية التائية حوالي من 80 إلى 85% من أجمالي الليمفاويات في الدم المحيطي وهي تنحدر من نخاع العظم الأحمر وتتمايز في غدة الثوتة تحت تأثير الهرمونات المفرزة من قبل نسيج الثايموسة. الليمفاويات التائية المنتجة تقسم إلي مجموعة من الأصناف الفرعية (Subpopulation) اعتمادا علي الوظيفة والعلامات السطحية الموجودة عليها ، وبشكل عام تتولي الليمفاويات التائية وظيفتين أساسيتين الأولى وظيفة مؤثرة (Effector Function)، والثانية وظيفة منظمة (Regulatory Function)، الوظيفة المؤثرة تتمثل في التحلل أو القتل الخلوي للخلايا المصابة بالفيروسات والخلايا السرطانية وكذلك إنتاج اللمفوكين (Lymphokine) ، والوظيفة المنظمة تتمثل في حث (تشجيع) أو تثبط عمل الخلايا الليمفاوية المؤثرة الأخرى (B and T cell).
كما أشير أعلاه يمكن تميز أو تقسيم الليمفاويات التائية إلى عدة أنواع بواسطة التعرف علي العلامات السطحية الموجودة عليها وهذه العلامات هي :-
CD2 المستقبل الخاص بكريات الدم الحمراء للأغنام (Sheep red blood cell ,{SRBC}) وهذا المستقبل يعتبر مستقبل الشائع في جميع أصناف الخلايا التائية. حيث انه عندما تحضن الخلايا الليمفاوية التائية مع كريات الدم الحمراء للأغنام, فأن الكريات الحمراء للأغنام ترتبط مع الخلايا التائية وتشكل الشكل الزهري (ٌRosettes).
CD3 هذا المستقبل يمثل جزء من معقد مستقبلات المستضد للخلايا التائية.
CD4 هذا المستقبل يمثل مستقبل لصنف الثاني (MHC class-II) من معقد مركب التوافق النسيجي الأكبر.
CD8 هذا المستقبل يمثل مستقبل لصنف الأول(MHC class-I) من معقد مركب التوافق النسيجي الأكبر.
- يجب ملاحظة بأن جميع أصناف الخلايا التائية تتميز بوجود 3 أنواع فقط من تلك المستقبلات، واهم هذة الأنواع الفرعية الرئيسية لليمفاويات التائية هي :-
الخلايا التائية المساعدة T-Helper Cells :-
وهي الخلايا المسؤولة عن إنتاج اللمفوكين-2 الذي يقوم بدور المنظم الإيجابي من خلال مساعدة الخلايا البائية في تحفيزها أو تشجيعها علي إنتاج الأجسام المضادة ومساعدة تحفيز الخلايا التائية المؤثرة في أحداث الاستجابة المناعية الخلوية. هذا النوع من الخلايا يشكل العدد الأكبر من مجموع الخلايا التائية المختلفة. تتميز الخلايا التائية المساعدة بوجود المستقبلات التالية علي أسطحها CD2, CD3, CD4 (أي تكون موجبة للعلامة السطحية CD4).
الخلايا التائية السامة للخلايا T-Cytotoxic Cells:-
هذة الخلايا تلعب دور مهم في الدفاع ضد ، والتخلص من الخلايا المصابة بالفيروسات والخلايا السرطانية وفي عملية رفض الأنسجة المغروسة الغريبة (أي أنها تقوم بوظيفة القتل الخلوي). وتتميز هذة الخلايا بوجود المستقبلات التالية علي أسطحها CD2 ، CD3 و CD8 (أي تكون موجبة للعلامة السطحية CD8).
الخلايا التائية المثبطة (الكابحة) T-Suppressor Cells:-
الخلايا التائية المثبطة وهي الخلايا المسؤولة عن إنتاج اللمفوكين-2 الذي يقوم بدور المنظم السلبي حيت تعمل هذة الخلايا علي كبح نشاط الخلايا البائية لتحد من إنتاجها للأجسام المضادة وكبح نشاط الخلايا التائية المساعدة ، وتتميز هذة الخلايا بوجود المستقبلات التالية علي أسطحها CD2 ، CD3 و CD8 (أي تكون موجبة للعلامة السطحية CD8).
مع ملاحظة بأنة من الصعب التفريق بين الخلايا التائية الكابحة والتائية السامة للخلايا ، حيث أن جميعها تحمل ذات المستقبلات ، ويعتقد البعض بعدم وجود خلايا تائية كابحة إطلاقا ، وأن الخلايا التائية السامة للخلايا تقوم بوظيفة التسمم الخلوي ووظيفة التثبيط ، وتقوم بوظيفة التثبيط بفعل نشاطها السمي .
الخلايا القاتلة (Killer cells) :- هي مجموعة من الخلايا الليمفاوية التي لها دور مهم في أحداث الاستجابة المناعية وتقوم بوظيفة القتل (التسمم) الخلوي للخلايا الوسيطة بالخلايا المعتمدة علي الأجسام المضادة Antibodies-Dependent Cell-Mediated Cytotoxcity (ADCC).
الخلايا القاتلة الطبيعية (NK = Natural Killer Cells) :-
هي عبارة عن خلايا لليمفاوية كبيرة حبيبية غير أكولة تشكل حوالي 3% من مجموع الليمفاويات في الدورة الدموية ، توجد بشكل رئيسي في الأعضاء الليمفاوية الثانوية ، كما يوجد عدد قليل منها في نخاع العظم هذة الخلايا لا تحتوي علي علامات سطحية كالتي توجد علي الخلايا البائية أو التائية ( أي العلامات أو المستقبلات التالية الـCD2 ، CD3 ، CD4 ، CD8 أو CD19 ، CD20 و CD21) ولذلك تسمي هذة الخلايا بـNull Cells ، كما أنها لا تحتاج إلى تحفيز مسبق لكي تتكون بل تنتج بصورة طبيعية ، كما أنها لا تعتمد على وجود ارتباط مع MHC class-I أو MHC class-II للقيام بوظائفها.
من وظائف الخلايا القاتلة الطبيعية هي قدرتها على تميز وقتل الخلايا المصابة بالفيروسات والخلايا السرطانية والأنسجة المغروسة الغريبة، كما تقوم أيضا بوظيفة القتل (التسمم) الخلوي للخلايا الوسيطة بالخلايا المعتمدة علي الأجسام المضادة (ADCC) . كما يعتقد بأن لها نشاط مضاد لبعض أنواع البكتريا مثل Staphylococcus aureus و Salmonella typhimurium وكذلك بعض الفطريات.
المناعة (النوعية) المكتسبة Acquired (Specific) immunity
عندما تتمكن الأجسام الغريبة والجراثيم من اختراق حواجز دفاعات المناعة الطبيعية فأن الجسم يقوم ببناء وسائل دفاعية مناعية إضافية تتولى مهمة الدفاع عن الجسم، تساهم في هذة الدفاعات الأجسام المضادة والخلايا البلعمية (البلعميات) الكبيرة والخلايا الليمفاوية (الليمفاويات) وجهاز المتمم.
المناعة النوعية (المكتسبة) ليست مثل المناعة الفطرية (الطبيعية) فهي استجابة مناعية مكتسبة ضد التنبيه بواسطة مستضدات غريبة، هذا التنبيه ينتج عنه اكتساب ذاكرة مناعية وإنتاج أجسام مضادة (أو خلايا تائية) تتفاعل بشكل نوعي مع المستضدات التي أدت إلي إنتاجها.
* The specific immunity is an adaptive response to foreign antigenic stimulus`,, which results in the acquisition of immunologic memory and the production of antibody (or T-cells) which reacts specifically with the antigen that caused its production.
وهكذا فأن التخصصية والتنوع والذاكرة هي أهم مميزات المناعة المكتسبة، بالإضافة إلي القدرة علي التميز بين الذات وغير الذات.
* Specificity, diversity and memory are the key features of the acquired immunity.
أن طبيعة عمل المناعة الطبيعية والمكتسبة هي علاقة متصلة ومكملة لبعضهما البعض حيت أن عمل المناعة الطبيعية هي توفير الوسائل الأساسية أهم الأولية لمقاومة الأجسام الغريبة والجراثيم التي تحاول إلي تغزو الجسم بينما دور المناعة المكتسبة هو توفير مناعة نوعية قوية وفاعلة لتطوير وتعزيز فاعلية المناعة الطبيعية وتوفير الذاكرة المناعية لتذكر الأجسام الغريبة إذا ما كررت مهاجمة الجسم مرة أخرى.
يوجد نوعان للمناعة المكتسبة هما:-
أولا. المناعة المكتسبة الفاعلة Active Acquired Immunity:-
وهي المناعة التي يكونها الفرد عقب التعرض المباشر لمستضدات غريبة (بكتريا أو فيروسات) أو لمنتجاتها وهذا الاتصال المباشر بالمستضدات الغريبة قد يكون بسبب:-
1- إصابة سريريه، أو تحت سريريه Clinical or subclinical infection.
2- حقن احياء دقيقة حية أو ميتة أو مستضداتها.
The injection of live or killed microorganisms or their antigens
3- امتصاص منتجات البكتريا (مثل السموم) The absorption of bacterial products ( e.g.` toxins).
هذا النوع من المناعة يكون للجسم دور فعال وإيجابي في أحداثها من خلال استجابة الجسم المناعية المتمثلة في إنتاج أجسام مضادة نوعية (مناعة خلطيه) أو تكوين خلايا مناعية لمقاومة الإصابة (مناعة خلوية) أو الاثنان معاً ضد الجراثيم أو الفيروسات أو اللقاحات المحقونة بأنواعها المختلفة أو الرقع الغريبة المنقولة للعائل. من عيوب هذا النوع من المناعة المكتسبة هي أنها ليست فورية مثل المناعة المنفعلة، وإنما تحتاج إلي وقت طويل حتى تتكون، ولكن من مميزاتها أنها تبقي لفترة طويلة ويمكن إعادة حثها مرة أخرى عند التعرض للعدوى للمرة الثانية بذات مسبب العدوى الأول أو بحقن المستضد الغريب مرة أخرى لتعزيزها (جرعة مقوية booster dose) كما يحدث عند التطعيم أو بإعادة غرس رقعة مخالفة من نفس المتبرع السابق.
المناعة المكتسبة الفاعلة تقسم إلي نوعين هما:-
1- مناعة مكتسبة فاعلة طبيعية Natural active acquired immunity :-
وهى المناعة التي يكتسبها الفرد عقب الإصابة بمرض ما تم الشفاء منه (مثل الجراثيم أو منتجاتها أو الفيروسات أو نقل رقعة مخالفة) حيث أن الجسم يكون أجسام مضادة نوعية أو خلايا مناعية نوعية لمقاومة مسببات المرض تلك إذا ما تكررت العدوى بها. تختلف مدة بقاء واستمرار هذة المناعة في الجسم حسب نوع مسبب العدوى .
2- مناعة مكتسبة فاعلة اصطناعية Artificial active acquired immunity :
هذا النوع من المناعة يمكن استحداثه في الجسم بحقن أنواع مختلفة من اللقاحات الميتة أو الحية المضعفة أو منتجات الجراثيم والفيروسات أو السموم المختزلة مثال على ذلك لقاح شلل الأطفال والطعم الثلاثي البكتيري (الدفتيريا ، الكزاز والسعال الديكى).
ثانياً. المناعة المكتسبة الغير فاعلة (المنفعلة) Passive Acquired Immunity :
وهي المناعة التي لا يكون لجسم العائل أي دور في تكوينها، وإنما يتحصل عليها من خلال نقل أجسام مضادة (أمصال) وقائية بشكل طبيعي أو اصطناعي من مصدر آخر (إنسان أو حيوان) يم تكوينها أو تحضيرها فيه. هذا النوع من المناعة يعطي حماية فورية ولكن مؤقتة ، حيث أنها تبقي لفترة محدودة (من 3 إلى 4 أسابيع) وهي عادتا تستعمل للأغراض الوقائية أو العلاجية في حالات الأوبئة أو الجروح.
هناك نوعان للمناعة المكتسبة الغير فاعلة هما :
ا- المناعة المكتسبة الغير فاعلة الطبيعية Natural passive acquired immunity :
وهي المناعة التي يكتسبها الطفل أو الجنين من ألام عن طريق المشيمة أثناء وجودة في الرحم أو عن طريق الرضاعة الطبيعية من ألام بعد الولادة.فمثلا لو أن الأم كانت مطعمة ضد الكزاز أو الحصبة الألمانية فأن الأجسام المضادة لتلك الطعوم تنتقل إلي الجنين أو الطفل عبر المشيمة أو الرضاعة وتوفر حماية للطفل ضد تلك الأمراض كما الأجسام المضادة الأخرى التي يتحصل عليها الطفل من ألام توفر له حماية ضد العديد من الإصابات أثناء مراحل تطوره الأولى ، مثل الجسم المضادة IgA الذي يتحصل علية الطفل من حليب ألام.
ب- المناعة المكتسبة الغير فعالة الاصطناعية Artificial passive acquired immunity :
وهي المناعة التي يكتسبها الفرد (العائل) بواسطة نقل (حقن) أمصال وقائية إليه تحتوي على أجسام مضادة جاهزة لأمراض مختلفة . مثال على ذلك المصل الذي يعطى للوقاية أو كعلاج لمرض الكزاز.
جدول يوضح الفرق بين المناعة المكتسبة الفاعلة والمنفعلة:-
المناعة الفاعلة المناعة المنفعلة
1-المصدر
2- التأثير
3- الطرق
4- الوقت اللازم لتطورها
5- فترة البقاء
6- تنشيطها
استعمالها ذاتية
عالية
ا- من المرض نفسه
ب- بالتمنيع
5- 14 يوم
فترة طويلة تصل إلى سنين
سهل بواسطة جرعة مقوية
للوقاية من إنسان إلى آخر أو من بعض الحيوانات الأخرى
معتدلة أو ضعيف
إدخال أجسام مضادة جاهزة أو أثناء الحمل
الحقن
مباشرة بعد الحقن
قصيرة من أيام إلى عدة أسابيع أو شهور
صعب ويحتمل أن تؤدي إلى الحساسية
للوقاية والعلاج
تحدث تفاعلات الاستجابة المناعية المكتسبة من خلال آليتين رأسيتين هما:
1- المناعة الخلطية Humoral immunity: وهي المناعة المتكونة بواسطة الأجسام المضادة ، أي هي الحالة المناعية الناشئة عن إنتاج الأجسام المضادة (الجلوبيولينات المناعية Immunoglobulins) التي تقوم بعملها في غياب الخلايا المناعية التي أنتجتها . وهذه الأجسام المضادة أما أنها تكونت نتيجة التعرض لمستضد حث الخلايا الليمفاوية (خلايا البلازما) علي تكوينها بشكل طبيعي ، أو أنها تتواجد بشكل اصطناعي عن طريق إعطاء (حقن) مصل يحتوي علي أجسام مضادة ، أو انتقال الأجسام المضادة من ألام إلي طفلها عبر المشيمة (IgG) أثناء الحمل أو عبر الرضاعة (IgA) ، الحالة الأولى ينتج عنها تكون مناعة مكتسبة فعالة طبيعية والحالة الثانية ينتج عنها تكون مناعة مكتسبة غير فعالة (منفعلة) اصطناعية ولذا من الممكن نقل هذة المناعة من شخص لأخر بواسطة نقل الدم (مصل الدم).
2- المناعة الخلوية Cell-mediated immunity:- تنشاء الاستجابة المناعية الخلوية عن الخلايا الليمفاوية التائية والتي تتمكن من إفراز اللمفوكينات (Lymphokines) بعد تعرضها للمستضد والذي يؤدي إلى سرعة تحرك وتنشيط الخلايا البلعمية الكبيرة (البلعميات الكبيرة) لتقوم بعملية مهاجمة الأجسام الغريبة وتقديمها لليمفاويات التائية.
عادتا ينتج عن لاستثارة المناعية الخلوية نوعين من الخلايا هي الخلايا الليمفاوية التائية (الخلايا التائية السامة للخلايا) وحيدة النسلية والتي تهاجم المستضد (الجسم الغريب) والأخرى خلايا الذاكرة المسؤولة عن الاستجابة المناعية الخلوية الثانية في حالة تعرض الجسم للمستضد الغريب مرة أخرى.
تتولى المناعة الخلوية الدفاع ضد مسببات الأمراض وبصورة خاص التي تتخذ من الخلايا(Intercellular) مكان لها وضد الطفيليات والنسيج الغير متوافق المنقول للعائل وتدمير الخلايا السرطانية ، كما أنها تدخل في أحداث تفاعلات فرط الحساسية.
يشارك في المناعة الخلوية بالإضافة إلى الخلايا التائية والبلعميات الكبيرة ، خلايا أخرى مثل الخلايا القاتلة والخلايا القاتلة الطبيعية والخلايا الملتهمة (الأكولة) وحيدة النواة.
اللقاحات Vaccines
اللقاح أو الطعم:- هو عبارة عن مستضد قادر علي أحداث المناعة وغير قادر علي أحداث المرض.
التلقيح أو التطعيم Vaccination
وهي عملية تعريض أو إعطاء شخص ما بشكل عمدي الجراثيم (اللقاح أو الطعم) المسببة للمرض حية أو ميتة أو سمومها المختزنة لغرض حث الجسم علي تكوين حالة من المناعة ضد تلك الجراثيم أو ضد سمومها دون أن يكون لتلك الجراثيم أو سمومها القدرة علي أحداث المرض.
أنواع اللقاحات:-
تصنف اللقاحات حسب نوع المادة التي أعدت منها و طريقة أعدادها كما يلي:-
1- اللقاحات الحية المضعفة ( Live attenuated vaccines) :- وهي عبارة عن لقاحات تحتوي علي معلق لجراثيم أو فيروسات حية تم أضعافها بالحرارة أو الزراعة المتكررة بحيث تفقد قدرتها علي أحداث المرض واحتفظت بقدرتها علي استثارة تكوين مناعة فاعلة.
أهم اللقاحات الحية المضعفة:-
ا- لقاحات فيروسية مضعفة مثل:- لقاح ضد النكاف ((Mump) ، لقح الجدري Smallpox)) ، لقاح الحصبة (Rebella) و لقاح الحصبة الألمانية (Measles)
ب- لقاحات جرثومية مضاعفة مثل : لقاح التدرن (السل) (BCG)
2- اللقاحات الميتة (Killed Vaccines) :- وهي عبارة عن لقاحات تحتوي علي معلق من الجراثيم أو الفيروسات المقتولة بالحرارة أو المعالجة الكيميائية أو الإشعاعية ومن أمثلتها:-
ا- لقاحات جرثومية ميتة :- مثل لقاح التيفود (Typhoid) ، لقاح السعال الديكى (Pertussis or whooping cough)
ب- لقاحات فيروسية ميتة مثل :- لقاح السعار (داء الكلب) (Rabies) ولقاح الأنفلونزا (Influenza)
3- السموم المختزلة ( Toxoid): وهي السموم الخارجية التي تفرزها بعض الجراثيم وضعفت بالحرارة أو المعالجة الكيميائية (الفورمالين) بحيث تفقد سميتها وتحتفظ بقدرتها علي تكوين المناعة مثال ذلك لقاح الخناق (Diphtheria) ولقاح الكزاز.(Tetanus) وهذا النوع من اللقاحات عادتا يعطي مرتين ليكون مناعة فعالة جرعة مقوية أولى تم تعقبها جرعة ثانية قد تعقبها جرعة مقوية (معززة Booster).
4- لقاحات مشتقات الجراثيم Bacterial Deviate Vaccines:-وهي لقاحات تستخدم فيها أجزاء معينة من الجراثيم تحتوي علي مستضدات تلك الجراثيم مثل شعيرات الجراثيم (Pili) المسببة لمرض السيلان (الزهري) (Syphilis) ومن أمثلتها لقاح السيلان ولقاح التهاب السحايا (Polio).
5- لقاحات ضد الحيوانات الأولية والدودية Protozoa and Helminthic Vaccine:- الحيوانات الأولية والدودية طفيليات معقدة تنتج الكثير من المستضدات علي سطحها وكذلك من خلال نتائج العمليات الايضية فيها. كما تظهر مستضدات مختلفة خلال مراحل التطور التي تمر بها لذا فأنه من الصعب عمل لقاح ضدها . أن التحصين بواسطة بيض الديدان الشريطية المضعفة قد أعطى نتائج مقبولة إلى حد ما . كما أن الأبحاث قائمة لأجاد لقاح مضاد للملاريا وغيرها من الطفيليات.
المناعة (النوعية) المكتسبة Acquired (Specific) immunity
عندما تتمكن الأجسام الغريبة والجراثيم من اختراق حواجز دفاعات المناعة الطبيعية فأن الجسم يقوم ببناء وسائل دفاعية مناعية إضافية تتولى مهمة الدفاع عن الجسم، تساهم في هذة الدفاعات الأجسام المضادة والخلايا البلعمية (البلعميات) الكبيرة والخلايا الليمفاوية (الليمفاويات) وجهاز المتمم.
المناعة النوعية (المكتسبة) ليست مثل المناعة الفطرية (الطبيعية) فهي استجابة مناعية مكتسبة ضد التنبيه بواسطة مستضدات غريبة، هذا التنبيه ينتج عنه اكتساب ذاكرة مناعية وإنتاج أجسام مضادة (أو خلايا تائية) تتفاعل بشكل نوعي مع المستضدات التي أدت إلي إنتاجها.
* The specific immunity is an adaptive response to foreign antigenic stimulus`,, which results in the acquisition of immunologic memory and the production of antibody (or T-cells) which reacts specifically with the antigen that caused its production.
وهكذا فأن التخصصية والتنوع والذاكرة هي أهم مميزات المناعة المكتسبة، بالإضافة إلي القدرة علي التميز بين الذات وغير الذات.
* Specificity, diversity and memory are the key features of the acquired immunity.
أن طبيعة عمل المناعة الطبيعية والمكتسبة هي علاقة متصلة ومكملة لبعضهما البعض حيت أن عمل المناعة الطبيعية هي توفير الوسائل الأساسية أهم الأولية لمقاومة الأجسام الغريبة والجراثيم التي تحاول إلي تغزو الجسم بينما دور المناعة المكتسبة هو توفير مناعة نوعية قوية وفاعلة لتطوير وتعزيز فاعلية المناعة الطبيعية وتوفير الذاكرة المناعية لتذكر الأجسام الغريبة إذا ما كررت مهاجمة الجسم مرة أخرى.
يوجد نوعان للمناعة المكتسبة هما:-
أولا. المناعة المكتسبة الفاعلة Active Acquired Immunity:-
وهي المناعة التي يكونها الفرد عقب التعرض المباشر لمستضدات غريبة (بكتريا أو فيروسات) أو لمنتجاتها وهذا الاتصال المباشر بالمستضدات الغريبة قد يكون بسبب:-
1- إصابة سريريه، أو تحت سريريه Clinical or subclinical infection.
2- حقن احياء دقيقة حية أو ميتة أو مستضداتها.
The injection of live or killed microorganisms or their antigens
3- امتصاص منتجات البكتريا (مثل السموم) The absorption of bacterial products ( e.g.` toxins).
هذا النوع من المناعة يكون للجسم دور فعال وإيجابي في أحداثها من خلال استجابة الجسم المناعية المتمثلة في إنتاج أجسام مضادة نوعية (مناعة خلطيه) أو تكوين خلايا مناعية لمقاومة الإصابة (مناعة خلوية) أو الاثنان معاً ضد الجراثيم أو الفيروسات أو اللقاحات المحقونة بأنواعها المختلفة أو الرقع الغريبة المنقولة للعائل. من عيوب هذا النوع من المناعة المكتسبة هي أنها ليست فورية مثل المناعة المنفعلة، وإنما تحتاج إلي وقت طويل حتى تتكون، ولكن من مميزاتها أنها تبقي لفترة طويلة ويمكن إعادة حثها مرة أخرى عند التعرض للعدوى للمرة الثانية بذات مسبب العدوى الأول أو بحقن المستضد الغريب مرة أخرى لتعزيزها (جرعة مقوية booster dose) كما يحدث عند التطعيم أو بإعادة غرس رقعة مخالفة من نفس المتبرع السابق.
المناعة المكتسبة الفاعلة تقسم إلي نوعين هما:-
1- مناعة مكتسبة فاعلة طبيعية Natural active acquired immunity :-
وهى المناعة التي يكتسبها الفرد عقب الإصابة بمرض ما تم الشفاء منه (مثل الجراثيم أو منتجاتها أو الفيروسات أو نقل رقعة مخالفة) حيث أن الجسم يكون أجسام مضادة نوعية أو خلايا مناعية نوعية لمقاومة مسببات المرض تلك إذا ما تكررت العدوى بها. تختلف مدة بقاء واستمرار هذة المناعة في الجسم حسب نوع مسبب العدوى .
2- مناعة مكتسبة فاعلة اصطناعية Artificial active acquired immunity :
هذا النوع من المناعة يمكن استحداثه في الجسم بحقن أنواع مختلفة من اللقاحات الميتة أو الحية المضعفة أو منتجات الجراثيم والفيروسات أو السموم المختزلة مثال على ذلك لقاح شلل الأطفال والطعم الثلاثي البكتيري (الدفتيريا ، الكزاز والسعال الديكى).
ثانياً. المناعة المكتسبة الغير فاعلة (المنفعلة) Passive Acquired Immunity :
وهي المناعة التي لا يكون لجسم العائل أي دور في تكوينها، وإنما يتحصل عليها من خلال نقل أجسام مضادة (أمصال) وقائية بشكل طبيعي أو اصطناعي من مصدر آخر (إنسان أو حيوان) يم تكوينها أو تحضيرها فيه. هذا النوع من المناعة يعطي حماية فورية ولكن مؤقتة ، حيث أنها تبقي لفترة محدودة (من 3 إلى 4 أسابيع) وهي عادتا تستعمل للأغراض الوقائية أو العلاجية في حالات الأوبئة أو الجروح.
هناك نوعان للمناعة المكتسبة الغير فاعلة هما :
ا- المناعة المكتسبة الغير فاعلة الطبيعية Natural passive acquired immunity :
وهي المناعة التي يكتسبها الطفل أو الجنين من ألام عن طريق المشيمة أثناء وجودة في الرحم أو عن طريق الرضاعة الطبيعية من ألام بعد الولادة.فمثلا لو أن الأم كانت مطعمة ضد الكزاز أو الحصبة الألمانية فأن الأجسام المضادة لتلك الطعوم تنتقل إلي الجنين أو الطفل عبر المشيمة أو الرضاعة وتوفر حماية للطفل ضد تلك الأمراض كما الأجسام المضادة الأخرى التي يتحصل عليها الطفل من ألام توفر له حماية ضد العديد من الإصابات أثناء مراحل تطوره الأولى ، مثل الجسم المضادة IgA الذي يتحصل علية الطفل من حليب ألام.
ب- المناعة المكتسبة الغير فعالة الاصطناعية Artificial passive acquired immunity :
وهي المناعة التي يكتسبها الفرد (العائل) بواسطة نقل (حقن) أمصال وقائية إليه تحتوي على أجسام مضادة جاهزة لأمراض مختلفة . مثال على ذلك المصل الذي يعطى للوقاية أو كعلاج لمرض الكزاز.
جدول يوضح الفرق بين المناعة المكتسبة الفاعلة والمنفعلة:-
المناعة الفاعلة المناعة المنفعلة
1-المصدر
2- التأثير
3- الطرق
4- الوقت اللازم لتطورها
5- فترة البقاء
6- تنشيطها
استعمالها ذاتية
عالية
ا- من المرض نفسه
ب- بالتمنيع
5- 14 يوم
فترة طويلة تصل إلى سنين
سهل بواسطة جرعة مقوية
للوقاية من إنسان إلى آخر أو من بعض الحيوانات الأخرى
معتدلة أو ضعيف
إدخال أجسام مضادة جاهزة أو أثناء الحمل
الحقن
مباشرة بعد الحقن
قصيرة من أيام إلى عدة أسابيع أو شهور
صعب ويحتمل أن تؤدي إلى الحساسية
للوقاية والعلاج
تحدث تفاعلات الاستجابة المناعية المكتسبة من خلال آليتين رأسيتين هما:
1- المناعة الخلطية Humoral immunity: وهي المناعة المتكونة بواسطة الأجسام المضادة ، أي هي الحالة المناعية الناشئة عن إنتاج الأجسام المضادة (الجلوبيولينات المناعية Immunoglobulins) التي تقوم بعملها في غياب الخلايا المناعية التي أنتجتها . وهذه الأجسام المضادة أما أنها تكونت نتيجة التعرض لمستضد حث الخلايا الليمفاوية (خلايا البلازما) علي تكوينها بشكل طبيعي ، أو أنها تتواجد بشكل اصطناعي عن طريق إعطاء (حقن) مصل يحتوي علي أجسام مضادة ، أو انتقال الأجسام المضادة من ألام إلي طفلها عبر المشيمة (IgG) أثناء الحمل أو عبر الرضاعة (IgA) ، الحالة الأولى ينتج عنها تكون مناعة مكتسبة فعالة طبيعية والحالة الثانية ينتج عنها تكون مناعة مكتسبة غير فعالة (منفعلة) اصطناعية ولذا من الممكن نقل هذة المناعة من شخص لأخر بواسطة نقل الدم (مصل الدم).
2- المناعة الخلوية Cell-mediated immunity:- تنشاء الاستجابة المناعية الخلوية عن الخلايا الليمفاوية التائية والتي تتمكن من إفراز اللمفوكينات (Lymphokines) بعد تعرضها للمستضد والذي يؤدي إلى سرعة تحرك وتنشيط الخلايا البلعمية الكبيرة (البلعميات الكبيرة) لتقوم بعملية مهاجمة الأجسام الغريبة وتقديمها لليمفاويات التائية.
عادتا ينتج عن لاستثارة المناعية الخلوية نوعين من الخلايا هي الخلايا الليمفاوية التائية (الخلايا التائية السامة للخلايا) وحيدة النسلية والتي تهاجم المستضد (الجسم الغريب) والأخرى خلايا الذاكرة المسؤولة عن الاستجابة المناعية الخلوية الثانية في حالة تعرض الجسم للمستضد الغريب مرة أخرى.
تتولى المناعة الخلوية الدفاع ضد مسببات الأمراض وبصورة خاص التي تتخذ من الخلايا(Intercellular) مكان لها وضد الطفيليات والنسيج الغير متوافق المنقول للعائل وتدمير الخلايا السرطانية ، كما أنها تدخل في أحداث تفاعلات فرط الحساسية.
يشارك في المناعة الخلوية بالإضافة إلى الخلايا التائية والبلعميات الكبيرة ، خلايا أخرى مثل الخلايا القاتلة والخلايا القاتلة الطبيعية والخلايا الملتهمة (الأكولة) وحيدة النواة.
للقاحات Vaccines
اللقاح أو الطعم:- هو عبارة عن مستضد قادر علي أحداث المناعة وغير قادر علي أحداث المرض.
التلقيح أو التطعيم Vaccination
وهي عملية تعريض أو إعطاء شخص ما بشكل عمدي الجراثيم (اللقاح أو الطعم) المسببة للمرض حية أو ميتة أو سمومها المختزنة لغرض حث الجسم علي تكوين حالة من المناعة ضد تلك الجراثيم أو ضد سمومها دون أن يكون لتلك الجراثيم أو سمومها القدرة علي أحداث المرض.
أنواع اللقاحات:-
تصنف اللقاحات حسب نوع المادة التي أعدت منها و طريقة أعدادها كما يلي:-
1- اللقاحات الحية المضعفة ( Live attenuated vaccines) :- وهي عبارة عن لقاحات تحتوي علي معلق لجراثيم أو فيروسات حية تم أضعافها بالحرارة أو الزراعة المتكررة بحيث تفقد قدرتها علي أحداث المرض واحتفظت بقدرتها علي استثارة تكوين مناعة فاعلة.
أهم اللقاحات الحية المضعفة:-
ا- لقاحات فيروسية مضعفة مثل:- لقاح ضد النكاف ((Mump) ، لقح الجدري Smallpox)) ، لقاح الحصبة (Rebella) و لقاح الحصبة الألمانية (Measles)
ب- لقاحات جرثومية مضاعفة مثل : لقاح التدرن (السل) (BCG)
2- اللقاحات الميتة (Killed Vaccines) :- وهي عبارة عن لقاحات تحتوي علي معلق من الجراثيم أو الفيروسات المقتولة بالحرارة أو المعالجة الكيميائية أو الإشعاعية ومن أمثلتها:-
ا- لقاحات جرثومية ميتة :- مثل لقاح التيفود (Typhoid) ، لقاح السعال الديكى (Pertussis or whooping cough)
ب- لقاحات فيروسية ميتة مثل :- لقاح السعار (داء الكلب) (Rabies) ولقاح الأنفلونزا (Influenza)
3- السموم المختزلة ( Toxoid): وهي السموم الخارجية التي تفرزها بعض الجراثيم وضعفت بالحرارة أو المعالجة الكيميائية (الفورمالين) بحيث تفقد سميتها وتحتفظ بقدرتها علي تكوين المناعة مثال ذلك لقاح الخناق (Diphtheria) ولقاح الكزاز.(Tetanus) وهذا النوع من اللقاحات عادتا يعطي مرتين ليكون مناعة فعالة جرعة مقوية أولى تم تعقبها جرعة ثانية قد تعقبها جرعة مقوية (معززة Booster).
4- لقاحات مشتقات الجراثيم Bacterial Deviate Vaccines:-وهي لقاحات تستخدم فيها أجزاء معينة من الجراثيم تحتوي علي مستضدات تلك الجراثيم مثل شعيرات الجراثيم (Pili) المسببة لمرض السيلان (الزهري) (Syphilis) ومن أمثلتها لقاح السيلان ولقاح التهاب السحايا (Polio).
5- لقاحات ضد الحيوانات الأولية والدودية Protozoa and Helminthic Vaccine:- الحيوانات الأولية والدودية طفيليات معقدة تنتج الكثير من المستضدات علي سطحها وكذلك من خلال نتائج العمليات الايضية فيها. كما تظهر مستضدات مختلفة خلال مراحل التطور التي تمر بها لذا فأنه من الصعب عمل لقاح ضدها . أن التحصين بواسطة بيض الديدان الشريطية المضعفة قد أعطى نتائج مقبولة إلى حد ما . كما أن الأبحاث قائمة لأجاد لقاح مضاد للملاريا وغيرها من الطفيليات.
المناعة ضد الجراثيم Immunity to Bacterial Infections
الخلية الجرثومية تتكون من سيتوبلازم يحتوي على كافة المكونات الأساسية لبناء الخلية محاطً بالغشاء الخلوي المحاط بالجدار الخلوي، وفى بعض الأنواع من الجراثيم تكون الجرثومة محاطة بكبسولة (capsular)، كما توجد في بعض أنواع الجراثيم اسواط (flagellar) والبعض الأخر أهداب (pilus). وجود بعض المواد السيتوبلازمية التي تشمل البروتينات النووية والإنزيمات والدهون ومواد أخري إضافة إلى افرازات الجراثيم المختلفة مثل السموم كل هذه المكونات تعتبر في اغلبها مواد مستضدية، ولكن نظراً لوجد هذه المواد السيتوبلازمية في اغلبها داخل الخلية الجرثومية فأنها تعتبر اقل أهمية من الناحية المستضدية من المستضدات الأخرى التي توجد على السطح مثل الجدار الخلوي أو الكبسولة اوالاسواط أو الافرازات السمية من ناحية قدرتها على تحفيز المناعة ضد تلك المستضدات. المناعة المتكونة إما أن تكون مناعة خلطية أو خلوية أو كلتيهما والتي تكون موجهه نحو المستضدات المشار إليها أعلاه.
تكون أمراضية الجراثيم إما بسبب سمومها أو بسبب غزو الجراثيم لأنسجة العائل وتحطيمها.
المناعة التي تحمي العائل ضد الإصابات الجرثومية، تشمل عوامل كثيرة كلها تدخل تحت خط الدفاعات ضد الجراثيم والتي تشمل الحواجز الطبيعية المتمثلة في الجلد الطبيعي والأغشية المخاطية السليمة وكذلك إفراز بعض المواد الخاصة المضادة للجراثيم وغيرها، كما أن لنوع العائل والعوامل الوراثية والعمر لها اثر كبير على قدرة العائل على مقاومة الإصابات الجرثومية، وهناك الاستجابة المناعية النوعية المتمثلة في المناعة الخلطية والخلوية.
أن طبيعة الاستجابة المناعية ضد الجراثيم تعتمد على هل أن الجرثومة من النوع الذي ينمو ويعيش خارج الخلية اى جراثيم خارجية (extracellular) أو من النوع الخلوي إي الذي يعيش داخل الخلية (intracellular). الاستجابة المناعية ضد الجراثيم الخارجية تكون سريعة ومؤثرة ويقوم بها الجهاز المناعي للعائل من خلال تكوين أجسام مضادة اى مناعة خلطية وأيضا السموم التي تفرزها بعض أنواع الجراثيم تكون الاستجابة ضدها تكون خلطية، حيث تقوم الأجسام المضادة المتكونة ضدها على معادلتها وأبطال مفعولها. ومن الضروري يجب أن تكون الاستجابة ضد تلك السموم سريعة وفعالة لتفادي إحداثها ضرر في جسم العائل مثل ما يفعل سم الـClostridium welchii المسبب للموت الغازي (gas gangrene). إذا كانت الجراثيم من النوع الخلوي فهي قد تعيش داخل خلية العائل لفترة طويلة قبل إن تحدث ضدها استجابة مناعية والتي ليست دائماً فعالة وتكون هذه المناعة معتمدة على اللمفاويات التائية اى مناعة خلوية.
عادتا ما تكون الاستجابة المناعية النوعية موجة نحو ثلاثة عناصر جرثومية هي كالتالي:-
1- المناعة ضد الإصابة بالبكتريا السامة Immunity to toxigenic bacterial infections:-
الجراثيم المفرزة للسموم تفرز نوعين من السموم هي السموم الخارجية (exotoxins) والسموم الداخلية (endotoxins)، التي تعتبر مهمة في أمراضية الإصابة ببعض الأنواع من الجراثيم.
ا- السموم الخارجية extoxins:- هي بروتينات مؤدية تفرزها العديد من أنواع الجراثيم (مثل Clostridium tetani و Bacillus species). السموم الخارجية هي من النوع الغير مستقرة في الحرارة إي تتأثر بالحرارة (heat-labile)، ولهذا تستعمل المعالجة بالحرارة لتثبيط نشاطها لتحضير لقاحات منها (مثل لقاح ضد الكزاز (tetanus)، ولكن نظراً لوجود أنواع عديد من الجراثيم التي تفرز أكثر من نوع من السموم (مثل ) يجعل من الصعب تحضير لقاحات ضد مثل تلك السموم.
ب- السموم الداخلية Endotoxins:- جدار الجراثيم السالبة الجرام (gram-negative bacteria) يتكون من معقد من السكريات المتعددة والدهون والبروتينات، وتلك كلها تشكل السموم الداخلية لتلك الأنواع من الجراثيم. وتعود معظم الخاصية السمية إلى المكونات الذهنية في الجدار الخلوي والتي تعرف بالدهن A (Lipid A)، بينما تكون السكريات المتعددة هي المسئولة عن الخاصية المستضدية للمستضد O (اى المستضد الجسدي = somatic antigen)، مثل Brucella abortus و Vibrio cholerae.
الاستجابة المناعية ضد السموم الداخلية يجب إن تكون قادرة على القضاء على الجراثيم الغازية وفى ذات الوقت تكون قادرة على معادلة سمومها.
2- المناعة ضد الجراثيم التي لها كبسولة Immunity to encapsulated bacteria:-
الجراثيم التي تحمل كبسولة من السكريات المتعددة تشكل مشكلة فريدة للجهاز المناعي، لأن كبسولة السكريات المتعددة التي تحملها الجراثيم تثبط عملية البلعمة بواسطة الخلايا الأكولة والكريات البيضاء متعددة النوى أو تثبط عملية الانجذاب الكيميائي لها. تعمل الكبسولة على التداخل مع المستقبلات الموجودة على البلعميات والكريات البيضاء، وبالتالي تمنع التصاقها بالجراثيم، حيث أن عملية البلعمة تتطلب وجود مستقبلات عاملة للمنطقة Fc على الأجسام المضادة ومستقبلات للـC3b، ومن أمثلة الجراثيم التي تحتوي على كبسولة Streptococcus pneumonia، هذا النوع من الجراثيم يصيب الجهاز التنفسي ويسبب ما يسمى بداء الرئة. تعمل الكبسولة في هذه الجراثيم على حمايتها من البلعمة بواسطة البلاعم السنجية (alveulor macrophage) الثابتة في الرئة من خلال تثبيط نشاطها البلعمى، مما يسمح لها بالتكاثر في الرئة Haemophil influenza المسببة التهاب القصبات الهوائية (bronchitis) وداء الرئة (pneumonia) هي الأخر من الجراثيم ذات الكبسولة التي توفر لها الحماية من الخلايا البلعمية (الأكولة) في الرئة. إضافة إلى أنواع عديدة أخري تحمل كبسولة.
يمكن تحضير لقاحات توفر مناعة وقائية مؤثرة ضد هذا النوع من الجراثيم باستخدام لقاحات تحتوي على مستضدات الكبسولة النقية.
3- المناعة ضد الجراثيم الخلوية Immunity to intercellular bacteria:-
هذا النوع من الجراثيم هي من النوع المجبر على العيش داخل خلايا العائل. هذه الجراثيم التي تستطيع التهرب من / أو تجنب الجهاز المناعي للعائل، من خلال غزوها لخلايا العائل والعيش فيها بعيداً عن الجهاز المناعة وهى أيضا قد تغزو بعض الخلايا المناعية ومثلها في ذلك مثل بعض الفطريات والطفيليات، مما يجعل الأجسام المضادة والمتمم غير قادرة على الوصول إليها، كما أن الكريات البيضاء والبلاعم الاخري لا تستطيع تميزها على أنها غريبة. كما أن معظم الجراثيم الخلوية تمتلك وسائل لمقاومة وحماية نفسها من الجهاز المناعي مثل Brucella abortus التي لها جدار مقاوم لتخريب بواسطة الإنزيمات الحالة في البلاعم (phagosome-lysosome)، وCorynebacterium pseudotuberculosis التي يوجد لها جدار خلوي دهني سام للبلعميات.
الجراثيم الخلوية تتم مقومتها من قبل الجهاز المناعي للعائل بواسطة المناعة الخلوية التي تعتبر أساس مقاومة الجراثيم من خلال إنتاج خلايا تائية محسسة وبلعميات منشطة، حيث يتم إبراز مستضدات الجراثيم الخلوية على سطح البلعميات بعد عملية تحضير المستضد بالارتباط مع معقد التوافق النسيجي من الصنف الثاني وفى هذا الإطار البلعميات ترتبط مع الخلايا التائية المحسسة لإنتاج عامل تنشيط البلعميات (macrophage activating factor)، مثل الجاما انترفيرون ن وكل هذه السلسلة المعقدة من الإحداث ضرورية لتكوين مناعة مؤثرة ضد هذا النوع من الجراثيم المرضية.
المناعة النوعية ضد الإصابة بالجراثيم:-
هناك أربعة آليات أساسية تستطيع بواسطتها الاستجابة المناعية النوعية مقاومة غزو الجراثيم وهى كالتالي:-
1- معادلة (neutralization) السموم والإنزيمات الجرثومية بواسطة الأجسام المضادة.
2- قتل الجراثيم بواسطة الأجسام المضادة والمتمم والإنزيمات الحالة ومضادات الجراثيم في افرازات الجسم وفى البلعميات.
3- إعداد الجراثيم للبلعمة (opsonization)، بواسطة الأجسام المضادة (والمتمم) يؤدي إلى بلعمتها وتحطيمها بواسطة البلعميات.
وسائل مقاومة أو تهرب الجراثيم من الاستجابة المناعية:-
البكتريا مثل كل الطفيليات لا يخدمها موت عائلها أو إزالتها بواسطة جهازه المناعي. ولهذا عادتا ما يكون للجراثيم إلية متطورة تستطيع بواسطتها تجنب أو التهرب من الاستجابة المناعية للعائل. وكما اشيره اعلاة بعض الجراثيم تستطيع حماية نفسها من الجهاز المناعي مثلاً بواسطة الكبسولة (الكبسولة المضادة للبلعمة) (anti-phagocytosis capsule) أو باختيارها لتطفل الخلوي (اى بالعيش داخل خلايا العائل)، وبالتالي تؤخر مهاجمتها من قبل مناعة العائل. بينما تفرز بعض الجراثيم مواد مثبطة لعملية البلعمة بواسطة النتروفيل مثل ما تفعل E. coli و Mycobscterium tuberculosis ، وتستطيع الـS aureus حماية نفسها من خلال إفرازها لسموم مثل ستربتوليسين O (streptolysin O) الذي يعمل على حل خلايا النتروفيل وهناك أنواع أخري من الجراثيم تفرز سموم مضادة للكريات البيضاء والبلعميات.وتوجد جراثيم لها القدرة على تثبيط النشاط المضاد للجراثيم في خلايا العائل فمثلا الصبغة الصفراء (carotenoid) المسئولة عن لون الـS. aureus يمكنها إن تخمد singlet oxygen وبذلك يجعل الـS. aureus مقاومة للـrespiratory burst ، كما أن الـS. aureus تستطيع تثبيط البلعمة بواسطة البروتين A (protein A) الموجود على سطحها حيث أن البروتين يرتبط مع المنطقة Fc للجسم المضاد IgG ، مما يمنعه من الارتباط مع المستقبلات الخاصة به الموجودة على البلعميات وطاهيات الجراثيم .
الاستجابة المناعية Immune Response
عند تعرض الجسم للغزو من أجسام غريبة (مستضدات غريبة) فان الجاهز المناعي للجسم يقوم بدورة لتخلص من الجسم الغريب بواسطة سلسلة من التفاعلات المناعية والتي تعرف بالاستجابة المناعية.
الجهاز المناعي لكي يقوم بعملة بصورة سليمة يحتاج إلي أربع مكونات أساسية هي :-
ا- طريقة لحجز ومعالجة (أو التعامل مع) المستضد .
i- A method of trapping and processing antigen
ب- آلية نوعية لتعامل مع أو التفاعل بشكل نوعي مع المستضد أو بعبارة أخرى خلايا حساسة للمستضد.
ii- A mechanism for reacting specifically to antigen or, in other words, antigen-sensitive cells.
جـ- خلايا لإنتاج الأجسام المضادة أو الاشتراك في المناعة الخلوية .
iii- Cells to produce antibodies or to participate in the cell-mediated immune response.
د- خلايا لتذكر كل المعلومات (الأحداث) عن المستضد والتفاعل معه بشكل نوعي في حالة ما كرر مهاجمة الجسم مستقبلاً .
vi- Cells to retain the memory of all event and to react specifically to the antigen in future encounters.
تحدث تفاعلات الاستجابة المناعية المكتسبة من خلال آليتين رأسيتين هما:
1- المناعة الخلطية Humoral immunity: وهي المناعة المتكونة بواسطة الأجسام المضادة، أي هي الحالة المناعية الناشئة عن إنتاج الأجسام المضادة (الجلوبيولينات المناعية Immunoglobulins) التي تقوم بعملها في غياب الخلايا المناعية التي أنتجتها. وهذه الأجسام المضادة أما أنها تكونت نتيجة التعرض لمستضد حث الخلايا الليمفاوية (خلايا البلازما) علي تكوينها بشكل طبيعي، أو أنها تتواجد بشكل اصطناعي عن طريق إعطاء (حقن) مصل يحتوي علي أجسام مضادة، أو انتقال الأجسام المضادة من ألام إلي طفلها عبر المشيمة (IgG) أثناء الحمل أو عبر الرضاعة (IgA) ، الحالة الأولى ينتج عنها تكون مناعة مكتسبة فعالة طبيعية والحالة الثانية ينتج عنها تكون مناعة مكتسبة غير فعالة (منفعلة) اصطناعية ولذا من الممكن نقل هذه المناعة من شخص لأخر بواسطة نقل الدم (مصل الدم).
2- المناعة الخلوية Cell-mediated immunity:- تنشاء الاستجابة المناعية الخلوية عن الخلايا الليمفاوية التائية والتي تتمكن من إفراز اللمفوكينات (Lymphokines) بعد تعرضها للمستضد والذي يؤدي إلى سرعة تحرك وتنشيط الخلايا البلعمية الكبيرة (البلعميات الكبيرة) لتقوم بعملية مهاجمة الأجسام الغريبة وتقديمها لليمفاويات التائية.
عادتا ينتج عن لاستثارة المناعية الخلوية نوعين من الخلايا هي الخلايا الليمفاوية التائية (الخلايا التائية السامة للخلايا) وحيدة النسلية (monoclonal) والتي تهاجم المستضد (الجسم الغريب) والأخرى خلايا الذاكرة المسئولة عن الاستجابة المناعية الخلوية الثانوية في حالة تعرض الجسم للمستضد الغريب مرة أخرى.
تتولى المناعة الخلوية الدفاع ضد مسببات الأمراض وبصورة خاص التي تتخذ من الخلايا(Intercellular) مكان لها وضد الطفيليات والنسيج الغير متوافق المنقول للعائل وتدمير الخلايا السرطانية ، كما أنها تدخل في أحداث تفاعلات فرط الحساسية.
يشارك في المناعة الخلوية بالإضافة إلى الخلايا التائية والبلعميات الكبيرة ، خلايا أخرى مثل الخلايا القاتلة والخلايا القاتلة الطبيعية والخلايا الملتهمة (الأكولة) وحيدة النواة.
1- إزالة المستضد (الغريب) Elimination of antigen :-
في حالة حقن مستضد غريب في الوريد فأن أزالته ذلك المستضد تتم عبر ثلاثة مراحل هي :
المرحلة الأولى The first phase :-
هذه المرحلة تستغرق من 10 إلى 20 دقيقة إذا كان المستضد المستعمل دقائقي (غير ذائب) ، وهذا الوقت اللازم لتوازن المستضد في الأنسجة والسوائل ، حيث أنه تقريبا 90% من المستضدات تتم أزالته خلال دورتها أو مرورها الأول عبر الكبد والرئتين والطحال بواسطة البلعمة المكثفة للمستضدات في تلك الأجهزة بواسطة الخلايا البلعمية المتواجدة فيها . المستضد الدائب لا تتم إزالة بسرعة بسبب بطئ احتساءه بواسطة الخلايا (pinocytic up take by cells) ولكن إذا ما تجمع أو تكدس (Aggregation) المستضد فأن إزالة تتم بشكل أسرع ، مما يدل علي أن حجم المستضد مهمة في عملية البلعمة والاحتساء بواسطة الخلايا.
المرحلة الثانية The second phase :-
وهي المرحلة التي تتم فيها عملية هدم تحللي وإزالة تدريجية (gradual catabolic degradation and removal process) وهذه المرحلة تستغرق فترة من 4 إلى 7 أيام وهي تمثل عملية تحليل أنزيمي تدريجي وهضم للمستضد (gradual enzymatic hydrolysis and digestion of the antigen) ، تحديد زمن هذه الفترة ينظم بواسطة القدرة الأنزيمية للعائل . وفي حالة فشل العائل في إنتاج الأجسام المضادة فأن هذه المرحلة قد تمتد إلى عدة أسابيع وتكون هي المرحلة الأخيرة في إزالة المستضد .
المرحلة الثالثة The third phase :-
في المرحلة النهائية لأزالت المستضد ، مرة أخرى هناك سرعة في الإزالة وهذه المرحلة في بعض الأحيان تسمي مرحلة الإزالة بالتقطيع أو التجزئة وهي نتيجة تكون أجسام مضادة نوعية جديدة (أي أجسام مضادة نوعية تكونت كاستجابة من الجهاز المناعي ضد المستضد الغريب الذي تم حقنة) تتحد مع المستضد مما يؤدي إلى تنشيط عملية البلعمة والهضم والإزالة للمستضد . الإزالة الكاملة للمستضد من جسم العائل ربما تستغرق عدة شهور أو حتى عدة سنوات .
الاستجابة المناعية الأولية The primary response :-
يلي دخول مستضد غريب للجسم (لأول مرة) فترة من التلكؤ (lag period) أو الكمون (latent period) تمتد لعدة أيام قبل أن تكشف الأجسام المضادة في المصل
فترة الكمون latent period أو التلكؤ هذه (تسمى أحيانا فترة الحث induction period) تختلف، فهي قد تستغرق فترة من عدة ساعات إلى عدة أيام اعتمادا علي نوع المستضد وكميتة وطريقة دخوله للجسم، بالإضافة إلى نوع العائل وصحته وحساسية الاختبار المستخدم في الكشف عن الجسم المضاد، ففي العادة يظهر الجسم المضاد (أي يمكن الكشف عن وجود الجسم المضاد في
أعداد المستضد Antigen Processing:-
في الواقع أن الآلية التي أشير أليها أعلاه في استجابة جسم العائل المناعية ضد المستضدات الغريبة لا تتم بهده البساطة ، وإنما يسبق ذلك أعداد وتقديم للمستضد لتتعرف عليه الخلايا المحدثة للاستجابة المناعية وكذلك لو أن كل المستضدات الغريبة تتم بلعمتها وتحطيمها كليا بواسطة الخلايا الأكولة فليس هناك حاجة لحث المناعة وأحداث استجابة مناعية ولذلك على الأقل جزاء بسيط من المستضد يبقي لاستثارة الخلايا الحساسة للمستضدات الغريبة لأحداث استجابة مناعية لها . البلعميات الكبيرة تعتبر من أهم الخلايا التي لها القدرة على أعداد المستضد (antigen processing) لغرض أحداث استجابة مناعية فاعلة . أن أعداد المستضد يتطلب تقديمه بصورة مناسبة لعدد من الخلايا الحساسة للمستضدات مثل الخلايا التائية المساعدة إذا كان المستضد خارجي (exogenous antigen) ، أو للخلايا التائية السامة إذا كان المستضد داخلي (endogenous antigen) . يتم أعداد المستضد الخارجي على ثلاثة مراحل ، في المرحلة الأولى تقوم البلعميات ببلعمت المستضد الغريب مما يؤدي إلي تحطمه إلي جزيئات ببتيدية قصيرة (تتكون من حوالي 10 إلي 20 حامض أميني) ، والمرحلة الثانية يتم فيها ارتباط الجزيئات الببتيدية القصيرة للمستضد مع الصنف الثاني من مركبات التوافق النسيجي الأكبر (MHC class-II) ، وأخيرا تحمل تلك الجزيئات الببتيدية المرتبطة مع الـMHC class-II إلي سطح الخلية مما يؤدي إلي التعرف علية بواسطة الخلايا التائية المساعدة (T-helper cell) والتي بدورها تقوم بتحفيز (تنشيط) الخلايا الليمفاوية البائية الحاملة لمستقبل المستضد على التكاثر (عمل نسيله) وإفراز أجسام مضادة نوعية لذلك المستضد. الليمفاويات إذا كان المستضد داخلي مثل البروتينات التي تكونها الفيروسات داخل الخلية التي تصيبها ففي هذة الحالة الجزيئات الببتيدية للمستضد ترتبط مع الصنف الأول لمركبات التوافق النسيجي الأكبر (MHC class-I) ، ثم يحمل إلي سطح الخلية مما يؤدي إلي التعرف علية من قبل الخلايا التائية السامة والتي بدورها تقوم بقتل وتحطيم والتخلص من الخلية المصابة بالفيروس بشكل مباشر.
التثبيط المناعي immunosuppression
ردود فعل الجهاز المناعي التفاعلية ضد المهاجمة من الأجسام الغريبة أو حتى الخلايا والأنسجة الذاتية التي تبدلت وهرمت ، تعتبر وسيلة مهمة في عملية حماية الجسم من التأثيرات الضارة علية من تلك الأجسام الغريبة. ألا أنه في بعض الحالات تكون ردود فعل الجهاز المناعي ضد الأذية مبالغ فيها جدا وشديدة ، مما يتطلب أحداث التثبيط لسيطرة علي تفاعلات الجهاز المناعي المبالغ فيه والغرض الأخرى من تثبيط الجهاز المناعي هو لوقف أحداث استجابة مناعية للرقع المغروسة ويجري التثبيط المناعي في الغالب للأغراض التالية:-
1- لسيطرة علي تفاعلات فرط الحساسية.
2- علاج حالات المناعة الذاتية.
3- في مجال المحافظة علي الطعم والأعضاء المزروعة في جسم الإنسان ومنع رفضها مناعياً.
وهناك نوعين من التثبيط المناعي أحدهما نوعي والأخرى غير نوعي.
يشمل التثبيط الغير نوعي استعمال مواد تعمل علي تثبيط انقسام الخلية مما يقلل من تكاثر الخلايا الحساسة للمستضد وهذه الطريقة لا تعتبر جيدة بل أنها خطيرة بسبب تأثر خلايا أخرى في الجسم بهذه المعالجة حيث أنها قد توقف تكاثر خلايا الظاهرية المعوية وخلايا النخاعية (myeloid) ومكونة الكريات الحمراء (erythroid) ويشمل التثبيط المناعي الغير نوعي استعمال العقاقير والأشعة. والبديل لذلك هو استعمال تقنيات التثبيط المناعي النوعي والتي تستعمل الأجسام المضادة النوعية (وحيدة النسيله). يعمل التثبيط المناعي النوعي بشكل انتقائي علي الخلايا (عادتا الليمفاويات) ، بحيث لا يؤثر ألا علي الخلايا المراد التأثير علية فقط.
الوسائل العلمية المستعملة في التثبيط المناعي:-
1- مجموعة العوامل السامة للخلايا الليمفاوية cytotoxic drugs: وهي المجموعة التي تتداخل أو توقف العمليات الحيوية للخلايا الليمفاوية مثل تصنيع الـDNA ، أو تمنع بعض النشاطات الحيوية الاستقلابية لهذه الخلايا، مما ينتج عنه موتها أو علي الأقل أبطال دورها المناعي، وتشمل هذة المجموع الآتي:
ا- العوامل المؤلكة alkylating agents مثل السيكلوفسفاميد (cyclophosphamide) الذي يمنع انقسام الخلية ويمنع تناسخها.
ب- مضادة الايض (الاستقلاب) (antimetabolites) مثل ميتوتروكسات (methotrexate) والذي يمنع تكوين الـDNA.
ج- مجموعة السيكلوسبورين(cyclosporin) والدي يعتبر من أهم الاكتشافات التي تثبط المناعة ويقوم بمفعولة بعدة آليات مثل:-
* الدخول إلى داخل الخلايا التائية ومنع الجينات فيها من إنتاج مجموعة الأنترلوكين والانترفيرون.
* يساعد في تكوين الخلايا التائية المثبطة (T suppressor cells).
* يمنع تحضير المستضدات بواسطة الخلايا العارضة للمستضدات (antigen presenting cells).
2- مجموعة العوامل الحالة للخلايا الليمفاوية lympholytic agents : تستعمل في هذا المجال مجموعة من المصول التي من شأنها أن تؤدي إلى حل الخلايا الليمفاوية وبالتالي تمنع أو تبطل الاستجابة المناعية. تثبط هذة المجموعة المناعة المتوسط بالخلايا وبالتالي قد يكون لها دور هام في مجال ازدراع الأعضاء (القلب والكلية مثلاً) وتشمل هذة المصول :
* الجلوبيولينات المضادة للخلايا الليمفاوية (antiglobulin lymphocyte or antilymphocyte serum) وقد حضرت مصول نوعية ضد الليمفاويات البائية والتائية.
3- الستيرويدات القشرية (Corticosteriods):- أن أهمية الستيرويدات القشرية ليست فقط في مقدرتها علي كبت الاستجابة المناعية ولكن أيضا لخاصيتها المضادة للعملية الالتهابية، توجد آليات كثيرة جدا لعمل الستيرويدات القشرية منها:
ا- يقلل من تعرض الليمفاويات للمستضدات.
ب- يقلل من ربط المعقدات المناعية علي البلاعم.
جـ- يقلل من مقدرة البلاعم علي النشاط المبيد للجراثيم وتحضير المستضدات وإنتاج الانترلوكين-1.
د- يقلل من إفراز اللمفوكينات والبروستقلاندينات.
هـ- يقلل من عملية الجدب الكيميائي ورحيل النتروفيل إلى مكان الالتهاب.
4- التشعيع Irradiation : الإشاعة تخرب الأعضاء الليمفاوية ونخاع العظم وذلك بتأثيرها علي الـDNA وخصوصاً في مراحل انقسام الخلايا وبالتالي فالخلايا الليمفاوية في مرحلة الانقسام اكثر الخلايا تأثراً بالأشعة المؤينة.
بعض الملامح العامة لاستعمال التثبيط المناعي :-
1- تثبيط المناعة، وخاصة في المرضي المنهكين، سيعرضهم اكثر من غيرهم للأخماج (العدوى أو الإصابة) الحادة والاخماج الانتهازية، وازمان الاخماج الموجودة مسبقاً في الجسم.
2- إذا استعملت مثبطات المناعة بكميات كبيرة ولمدة طويلة، فستؤدي لظهور بعض الخباثات، وذلك لتثبيط دور المناعة في القضاء علي الخلايا الخبيثة.
3- جميع المواد الكيماوية والحيوية المستعملة لتثبيط المناعة لها أهمية في تثبيط الاستجابة المناعية الأولية، ولكن دورها يقل جداً في إيقاف أو أبطال الاستجابة التي تكون قد حدثت فعلاً ، ومستمرة لفترة زمنية. علي سبيل المثال في زراعة الكلية فإن إعطاء مثبطات المناعة قبل الجراحة أو أثناءها اكثر فاعلية من إعطاء هذة المركبات حينما يبداء حدوث الرفض فعلاً.
من اجل ذلك فدور مثبطات المناعة في أمراض المناعة الذاتية يكون أقل من دورها في ازدراع الأعضاء لأن أمراض المناعة الذاتية تكون الاستجابة المناعية قد حدثت مند فترة طويلة قبل استعمال الأدوية.
Best Wishes: Dr.Ehab Aboueladab - Email:ehab10f@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق