adsbygoogle

الأحد، يونيو 14، 2020

جامعة القاهرة،،، نضال النخبة ومساندة الامراء

هي ثاني أقدم الجامعات المصرية والثالثة عربياً بعد جامعة الأزهر وجامعة القرويين ؛
قبل تولية محمد على باشا حكم مصر لم تعرف مصر نظام تعليمى بالمعنى الدقيق الذى يدل عليه هذا المصطلح فلم يكن هناك سوى الازهر وبعض المدارس الملحقة بالمساجد والكتاتيب بالمدن والقرى ولكنها جميعا لم تكن ذات نظام يصل بينها ويجعل منها وحدة تعليمية وايقن محمد علي انه لنجاح مشروعه السياسي لابد ان يرتبط بنهضة تعليمية حديثة وبدأ بتنفيذ الفكرة واوفد النابغين من الطلاب للدراسة في اوروبا وبدأ التعليم الحديث فى مصر بمدرسة المهند سخانة التى انشاها محمد على بالقلعة عام 1816 لتدريب واعداد المتخصصين فى المساحة ثم قامت مدرسة المهند سخانة ببولاق عام 1834 لتخريج المتخصصين الفنيين للعمل فى المشروعات المدنية والعسكرية ولم يدم مشروع محمد علي التعليمي طويلا ففى عام 1841 تمت التسوية المصرية العثمانية لتضع حدودا لاحلام ومشاريع محمد علي وتم الغاء اغلب المدارس الابتدائية وانقاص اعداد تلاميذ المدارس الخصوصية (( العالية )) ومثل ذلك انتكاسة كبيرة للتعليم و فى عهد اسماعيل حظى التعليم بقسط كبير من الاهتمام وانشات الحكومة المدارس وتحملت نفقات الدراسة بما فى ذلك مصاريف معيشة الطلاب فاعيد (( ديوان المدارس )) الذى الغاه سعيد من قبل وازدادت ميزانية التعليم تدريجيا وعادت الحكومة الى ايفاد البعثات الى اوروبا فاتجه معظمها الى فرنسا وانشىء عدد من المدارس الابتدائية فى مختلف انحاء البلاد فانشئت (( مدرسة الادارة والالسن )) عام 1868 ( التى اصبحت تعرف باسم مدرسة الحقوق منذ 1886 ) ومدرسة الرى والعمارة ( التى عرفت باسم المهندسخانة ) عام 1866 ومدرسة دار العلوم ( عام 1872 ) التى قامت لاعداد المعلمين للمدارس الابتدائية والتجهيرية ومدرسة المساحة والمحاسبة ( عام 1868 ) ومدرسة الزراعة ( عام 1867 ) ومدرسة اللسان المصرى القديم ( الاثار والمصريات ) عام 1869 اضف الى ذلك المدارس العسكرية المتخصصة ولكن كان يتحكم في الامر سياسة الابقاء على المدارس العليا كلما كان هناك طلب على خريجها والاستغناء عنها كلما ندر الطلب عليهم ومثالا علي ذلك اغلقت مدرسة الزراعة عام 1875 كما الغيت مدرسة اللسان المصرى القديم عام 1876 بعما خرجت بعض المتخصصين بالاثار
ومع هذا التذبذب في العملية التعليمة لم يرقي ذلك الي طموح انشاء جامعة مصرية حيث تظهر الفكرة ثم تموت وكانت اكبر عقبة امام تحقيق هذه الأمنية هي المعارضة الشديدة من جانب سلطات الاحتلال البريطانى خاصة من عميدها اللورد كرومر الذى أدرك أن إنشاء جامعة فى مصر يعنى إيجاد طبقة مثقفة من المصريين تدرك أن الاستقلال ليس مجرد تحرير الأرض، وإنما هو تحرير الشخصية المصرية، ومع ذلك ظل حلم انشاء الجامعة متداول بين طلاب البعثات المصرية الذين أرسلوا إلى أوربا فى عصرى محمد على وخلفائه. فقد لهجت ألسنتهم عند عودتهم بالحديث عن الجامعات الأوربية وأبنيتها الضخمة، وعدد الكليات التى تحويها كل جامعة، وبيان ما فيها من العلوم والفنون وأفاضوا فى الحديث عن مزاياها، وبيان فوائدها، وأنه لا غنى عنها لبلاد تريد أن ترقى إلى معارج المدينة، وتنتظم فى سلك الحضارة الحقيقية، إلا أن حديثهم عنها لم يكن إلا من قبيل الأحلام والأمنيات. و لان المصريين كانوا يرون أن نفقاتها باهظة ولكن لم ييأس المثقفون من طرح الفكرة ومع الوقت لاقت الفكرة رواجا كبيرا بين الأهالى، وخاصة بين جماعة الصفوة الاجتماعية. ونحو أواخر عام 1906 نشر فى بعض الصحف عن اكتتاب مصطفى بك الغمراوى، وكان من وجهاء بنى سويف، بمبلغ 500 جنيها للجامعة المصرية، وتلاه اكتتابات عديدة لوجهاء آخرين وصارت الصحف تزف كل يوم بشرى تبرعات جديدة واجتمع المهتمون بالقضية فى منزل سعد زغلول واتفقوا على عدة قرارات، كان أولها: انتخاب اللجنة التحضيرية التى مثل فيها سعد زغلول بك وكيلا للرئيس العام، وقاسم أمين بك سكرتيرا للجنة، وأسندت أمانة الصندوق إلى حسن سعيد بك الذى كان يعمل وكيلا بالبنك الألمانى الشرقى ولم يتم اختيار الرئيس العام، واقترحوا تأجيله إلى جلسة أخرى. واستقروا على تسمية الجامعة "بالجامعة المصرية"، وأن تنشر جميع قراراتهم ودعوتهم للناس للمساهمة فى إقامة هذه المؤسسة، بجميع الصحف المحلية وحرصا من جانب القائمين على تنفيذ الفكرة، ولشدة خوفهم من أن تلقى هجوما من جانب سلطات الاحتلال أو الحكومة، أعلنوا فى نص الدعوة للمشروع والذى نشرته جميع الصحف "أن الجامعة ليس لها صبغة سياسية، ولا علاقة لها برجال السياسة، ولا المشتغلين بها، فلا يدخل فى إدارتها ولا فى دروسها ما يمس بها، على أى وجه كان. وأن الهدف من إنشائها إنما لتكون مدرسة لتعليم العلوم والآداب لكل طالب علم مهما كان جنسه ودينه واتفق جميع أعضاء اللجنة علي فكرة إسناد رئاسة المشروع لأمير من الأمراء تجتمع عليه الكلمة، حتى يضمنوا انتظام سير الإجراءات المتخذة للمشروع واعلنت اللجنة أن الخديوى، تفضل بجعل اللجنة تحت رعايته، وبجعل ولى عهده الأمير أحمد فؤاد رئيس شرف لها وهكذا قطعت الفكرة شوطا بعيدا في خطوات التنفيذ، وانتشرت فكرتها فى جميع الاوساط وانهالت عليها التبرعات من كافة انحاء مصر وأعلن الخديوى عباس حلمى الثانى عن منحه للمشروع 5000 جنيها سنويا، مما جعل المشروع يتحرك بخطى أسرع. وبدأت عملية إرسال البعوث، ووضعت البرامج ودعيت الأساتذة، ثم اعترفت بها الحكومة المصرية كإحدى المنشآت ذات المنافع العامة و فى صباح 21 ديسمبر 1908 بمقر جمعية شورى القوانين افتتح خديو مصر الجامعة تحت اسم الجامعة الاهلية بعد رفض الانجليز ان يكون الاسم الجامعة المصرية واستمرت التبرعات تتوالي على لجان الاكتتاب المركزية بالقاهرة والفرعية بسائر أقاليم مصر وبذل الأمير "أحمد فؤاد" ما فى وسعه لتوفير تأليف وفود لجمع الاكتتابات فى القاهرة وفى الأقاليم، واستخدم جميع الوسائل لجمع المال، وقام بسياحات فى أوربا لطلب مساعدات حكوماتها لمشروع الجامعة. فى عام 1917 قررت الحكومة إنشاء جامعة حكومية وتم الاتفاق بين الحكومة وإدارة الجامعة الأهلية على الاندماج فى الجامعة الجديدة بأسم الجامعة المصرية في عام 1925وفي عام تم تغيير أسم الجامعة المصرية إلى جامعة فؤاد الأول. وفى 28 سبتمبر عام 1953 صدر مرسوم بتعديل أسم الجامعة من جامعة فؤاد الأول إلى جامعة القاهرة ولقصة المقر الحالي للجامعة تفاصيل تستحق السرد فعندما بدأت جامعة القاهرة بصفتها جامعة أهلية كانت تقيم في عقار مستأجر وهو مقر الجامعة الأمريكية الحالي بالتحرير ولم يكن لدي المالك الرغبة في استمرار التأجير بل كان يود بيع العقار وليس تأجيره وتدخل الأمير أحمد فؤاد، وطلب من المالك "جناكليس" مد عقد الإيجار لأربع سنوات أخرى، فقبل الأخير على أن لا يؤجرها لهم بعد تلك المدة. وعندما أطلع الدكتور محمد علوى باشا الأميرة فاطمة ابنة الخديو اسماعيل (وكان طبيبا خاصا بأسرتها) على هذه الظروف التى تمر بها الجامعة، إضافة إلى اختلال ميزانية المشروع التى كانت تهدده بالتوقف إذا استمرت تلك الظروف دون معونة جادة تضمن باستمراره وتقدمه وتوطيد أركانه، أعلنت له أنها على استعداد لبذل ما لديها لأجل ذلك. فأوقفت ستة أفدنة خصتها لبناء دار جديدة للجامعة، هذا بخلاف 661 فدانا من أجود الأراضى الزراعية بمديرية الدقهلية وقفا للجامعة وقدر إيراد هذه الوقفية بميزانية الجامعة بمبلغ 4000 جنيها سنويا. وفي 31 مارس 1914م، وضع الخديو عباس حلمي حجر الاساس للجامعة وذلك فى الأرض التى وهبتها الأميرة فاطمة.بحضور الأمراء والنظار، وفضيلة قاضى مصر، وشيخ الجامع الأزهر، وأكابر العلماء، وقناصل الدول، ورئيس وأعضاء الجمعية التشريعية، ولم يحضر هذا الاحتفال اللورد كتشنر، ولا قائد جيش الاحتلال، كما أنهما لم يعتذرا. وأعلنت الأميرة فاطمة أن سائر تكاليف البناء سوف تتحملها كاملة والتى قدرت آنذاك بـ26 ألف جنيها، وقامت بعرض بعض جواهرها وحليها للبيع و بلغ إجمالى بيعها والذي تم في خارج مصر حوالى 70000 جنيها مصريا وتحقق الحلم ورأت جامعة القاهرة النور بفرع القاهرة ثم بفرع الخرطوم ،، هذه نقطة في بحر تاريخنا وجزء من تاريخ التعليم في بلدنا وكيف حارب ابناء هذا البلد لأجل ان يكون لدينا جامعة ايمانا بدور العلم في تشكيل الشخصية ورفعة الوطن 





اعلان هام للقراء والمشاهدين بالرجاء والسماح داخل البلوجر الخاص بي (ehab10f) الضغط بالماوس فقط علي أي اعلان داخل المدونة أو أي صفحة من صفحات الإعلان للأهمية في استمرار البلوجر في الظهور في بداية صفحات البحث داخل بحث جوجل لزيادة أعداد المتابعين لها ورفع مستوي المدونة بين المدونات الأخرى أرجو لا أحد ينسي ذلك ولكم جزيل الشكر وفائق الاحترام لجميع منسوبي المدونة. ولسهولة البحث في جوجل اكتب فقط ehab10f لتظهر المدونة في اول صفحات بحث جوجل فتظهر بهذا الاسم :ويمكن البحث داخل البلوجر عن أي موضوع تحتاج أو تهتم به ويكون مكتوب داخل البلوجر ehab10f خالص تحياتي لكم جميعا د/ إيهاب

ليست هناك تعليقات: