الإنزيم المكتشف يسحب المياه من المومياوات ويترك الأنسجة سليمة دون تحلل
التجربة أثبتت نجاحها والعينات لا تزال محتفظة بكل خواصها شكلًا ورائحة منذ 14 شهرًا
يمكنه إعادة الحيوية لمومياء توت عنخ آمون وتوفير مليارات استيراد البطاطس
توصل فريق بحثى مكون من خبير الصخور الدولى طارق حسان، والمهندس الزراعى محمد بغدادى، من اكتشاف الإنزيم المستخدم فى نزع المياه من المومياوات الفرعونية، عبر اكتشاف الفطر الذى يفرزه ليؤدى تلك الوظيفة، التى احتارت فى الحصول على سرها أبحاث كافة العلماء المعنيين بالأمر فى كل أنحاء العالم، خاصة تلك الأبحاث التى تمولها دولة الكيان الصهيوني، رغبة فى إثبات أن الحضارة الفرعونية تنتمى إلى اليهود القدماء أثناء وجودهم فى مصر قبل الخروج الشهير منها.. قالا إنهما اكتشفا السر الذى طالما حاول البحث عنه جميع المهتمين بكشف أسرار التحنيط عند قدماء المصريين.. كان الخبر غريبًا بعض الشىء، لذا توجهت «البوابة» إليهما، للتحقق مما نقل إليها من خبر اكتشاف سر التحنيط عند المصريين القدماء.
فى البداية سألتهما عن الاكتشاف وقصته فقال طارق: منذ فترة طويلة ونحن نفكر فى السبب الذى توقف العلم أمامه دون أن يتقدم خطوة فى مسألة التحنيط، وتحديدًا كيف سحب القدماء الماء من المادة المراد تحنيطها، جربنا مرارًا وفشلنا تكرارًا، لكننا لم نيأس بل كنا نستعين بكل ما وصل إليه العلم فى الخارج، خاصة بين العلماء المعنيين بالحضارة المصرية القديمة، والاكتشاف الذى نعلن عنه اليوم لـ«البوابة»، لن نكون مبالغين إذا قلنا إنه جاء بعد بحث طويل وتجارب أكثر، حيث ظل الأمر كله نصب أعيننا، لذلك لم يكن ما حدث ليغيب عنا أو يمر مرور الكرام.
هنا تدخل المهندس محمد قائلا: كنت أقوم بتحضير أحد المستحضرات فى المعمل، رغبة فى تجريبه بعد الانتهاء منه فى صلب البحث، لكن حدث شيء لم أكن أتوقعه، فبدون قصد انسكب جزء من المستحضر على بعض الحبوب التى كنت أستخدمها فى صنعه.. أنهيت التجربة فى هذا اليوم، وغادرت المعمل دون أن أزيل ما سقط من السائل الذى كنت أعمل عليه، ربما للتعب أو الإجهاد، وكانت المفاجأة عندما عدت فى اليوم التالي، حيث وجدت مستعمرة لفطر لم أعهده من قبل أو أراه.. فطر لم يمر عليّ فى أى مما درست فى كلية الزراعة، أو قرأت عنه فى الكتب، جلست أتأمل ما حدث غير مصدق لما أراه لفترة بسيطة، فكانت المفاجأة الثانية، وهى رؤيتى لإحدى الحشرات الزاحفة متخشبة تماما فى نفس المنطقة، حاولت الربط بين هذا وذاك، وتخيلت فى البداية أن الحشرة ماتت لأن سُمًا ما فى هذا الفطر قتلها، وكان يجب أن أعلمه، فجئت بأخرى أكبر ووضعتها فى ذات المحيط، فلم تمض أكثر من نصف ساعة حتى رأيتها وقد جفت تماما، أمسكت بها فتكسرت بين أصابعى.
التجربة أم الاكتشاف
هنا أدركت أن إرادة عليا أرادت أن يحدث كل ذلك حتى نجد الإجابة التى حار العالم كله فى الوصول إليها، وليكن جواب ما تساءلنا حوله وبحثنا لإيجاده حاضرًا، وكان عن كيفية نزع المصريين القدماء للماء من البدن المراد تحنيطه، سواء للإنسان أو الحيوان.. فى البداية كان الأمر كله تخيلًا وحلمًا دعونا الله أن يكون واقعًا، فبدأنا فى جمع كل ذى دم بارد من حشرات أو أحياء مائية، فوجدنا أن الفطر يتكاثر فى بيئة معينة، لكنه يتغذى على الماء، ومن ثم يجب خلق البيئة المناسبة له ليؤدى الوظيفة التى نريده أن يؤديها، وهو ما تم بالفعل.. تابعناه جيدا حتى أننا لم نكن ننام.. كنا نفرك أعيننا جيدا غير مصدقين عند كل تغير، فالفطر يتكاثر فى البيئة التى هيأناها له، لكنه يحتاج للغذاء، وكان غذاؤه الماء، يحصل عليه بمجرد أن نعطيه الجسم المراد تجفيفه أو تحنيطه، «إن صح القول» فكان ما تراه الآن من نماذج ليست سوى عينات بسيطة أولية لما وصلنا إليه من اكتشاف، نعمل على توثيقه قانونًا فى الوقت الحالى فى الجهات العلمية المختلفة، وما النشر هنا سوى الإعلان الأولى لتثبيت حقنا فى هذا الاكتشاف.
«العينات التى قمت بتصويرها كانت عبارة عن نوعين من السمك، أحدهما كامل دون فتح أو إخلاء للأحشاء، والثانى تم فتحه وتنظيفه دون أن يغلق، ثم قطعتى لحم أحمر إحداهما بالدهن، الذى لم تتغير خواصه أو لونه، فيما السمك لم تتغير رائحته أيضًا، وكله كما قالا «على البارد دون اللجوء لأى طريقة من الطرق المعروفة»، وكما قالا: فإن ذلك ما يؤكد السبب فى لجوء الأجداد إلى دهان الجسم المحنط بالزيوت العطرية، رغبة فى التخلص من أى رائحة كريهة من الممكن أن تلحق به، وهى مواد محنطة منذ أكثر من ١٤ شهرًا».
الأبحاث الغربية
قلت لهما: الفراعنة كانوا يفرغون المومياء من أحشائها، ويضعون فيها بعض المواد التى لا أراها فى العينات الموجودة أمامي، فرد طارق حسان قائلا: كل ما تقوله صحيحًا لكن كان لكل شيء سبب سأوضحه لك.. ليس على لسانى لكن على ألسنة العلماء الغربيين المعنيين بالحضارة الفرعونية، خاصة التحنيط، مثل ستيفن باكلى، عالم الآثار بجامعة يورك البريطانية، الذى قاد فريقا بحثيا توصل إلى أن الكتان المستخدم فى لف جثث الموتى وضعت عليه مواد كيميائية لتوفير مناخ عازل للحماية ومقاومة البكتريا، وأدهشهم وجود مكونات نباتية وحيوانية ومعدنية، توصلوا من خلالها إلى «المدة» التى أبقت الأجسام المحنطة خلالها سليمة، أى أنهم توصلوا إلى تاريخ بدء التحنيط وتطوره فقط، لكن لم يتوصل أحدهم إلى السر الرئيس فى العملية برمتها، رغم أنهم اكتشفوا أن الأساس العلمى لعملية التحنيط يقوم على استخلاص ماء الجسم وتجفيفه تماما، حتى لا تتمكن بكتريا التعفن من أن تعيش أو تتغذى عليه.
ما أقوله ليس من عندياتى لكن سأذكر لك دليلًا آخر، فهناك فريق بحث بريطانى أجرى تحاليل متقدمة لنحو ١٣ عينة من المواد التى استخدمها القدماء فى تحنيط المومياوات، أظهرت وجود مجموعة كبيرة جداً من المكونات من بينها أنواع من الدهون الحيوانية والزيوت النباتية العطرية وغير العطرية بالإضافة إلى شمع العسل والأصماغ النباتية، واكتشفوا أشياء لم تكن جديدة وكنا نعرفها، وأثبتها العديد من علماء الآثار المصريين من خلال البعثات المختلفة للتنقيب، مثل أن عملية التحنيط كان بها مواد لم تكن موجودة فى البيئة المصرية، مثل زيت الأرز، وكان يستورد من الخارج، فيما كانت المادة الأهم، وهى العرر، تأتى من سيناء على الأغلب، وكلها لم تكن الأساس فى عملية التحنيط، لكنها كانت لحفظ المادة المحنطة من الحشرات، خاصة النمل من التكالب عليها، فيما كانت المادة الرئيسة هى ما اكتشفناه ونعلن عنه اليوم.
اكتشاف مصري 100%
قاطعته: لم أحضر لتعطينى حصة فى التاريخ، تعالى نعود للموضوع الأصلى، فتدخل المهندس محمد بغدادى قائلا: بالعكس طارق لم يخرج عن الموضوع، لكنه يضع لك كل الحقائق العلمية عبر العالم كله، حيث كل ما سبق يؤكد أن أحدًا لم يتوصل إلى ما توصلنا إليه، كلهم قالوا وتحدثوا عن المواد المستخدمة فى التحنيط، وكانت نتائجهم مكررة، فيما لم يأت أحدهم بجديد، ولم يتوصل واحد منهم للسر الأساسي، رغم أنهم قالوا إن القدماء ارتكزوا على سحب المياه من الجسم المراد تحنيطه، لكن لم يستطع أى منهم التوصل للإجابة عن السؤال الأهم وهو كيف؟ وبأى طريقة وباستخدام أى من المواد؟ رغم توصلهم كما قلنا لسبب بقاء المومياوات جافة محتفظة بشكلها منذ تمت عملية التحنيط، وكلهم أشاروا لذلك.. ولم يكن هذا سرًا لأى مهتم، بل أن ما قالوه يؤكد أننا سرنا منذ بداية القصة فى الطريق الصحيح.
هنا تدخل خبير الصخور فى الحديث ليقاطعنى وأنا أقول: ما الذى أتى بالشامى بجوار المغربى أنت مهندس زراعى وهو خبير صخور، سكت ليتحدث الرجل فقال: أولًا أنا مهتم بكل ما هو متعلق بالحضارة المصرية، ومحمد تلميذى وشريكى فى أبحاث كثيرة سنعلن عنها فى حينها، لكن الاكتشاف الحالى أردت أن أعلنه لا لإثبات حقنا وأسبقيتنا على العالم فحسب، لكن لنؤكد لكل ساع من حولنا محاولًا الكشف عنه لأغراض خبيثة، خاصة من يقيم على حدودنا الشمالية، أن السر كان مصريًا واكتشافه أيضًا يكون الآن بأيدى وعقول مصرية.
توت عنخ أمون
الحديث لا يزال لخبير الصخور الذى قال: أستطيع أن أؤكد لك أن ما اكتشفناه يعطينى القوة لأقول إننا مستعدان لإعادة الحيوية لأى مومياء مصرية، بطريقة بسيطة جدًا وهى أن نرد لها الماء الذى سحب منها خلال عملية التحنيط، ثم استخدام ما اكتشفناه لإعادتها مرة أخرى للحالة الجافة فى حيوية تامة وكأنها حُنّطت بالأمس.. أقول ذلك وعلى من يجد فى نفسه القدرة على نفى ما نقوله، أن يتقدم ليرى إجراء التجربة، ثم عليه أن ينفيها أو يقوضها أيضًا بالتجربة، فالعلم لا يرد إلا بعلم كما يعرف الجميع، ولن أكون مزايدًا إذا قلت إننى على استعداد بمشاركة زميلى فى البحث، المهندس محمد، أن نعيد لتوت عنخ آمون حيويته مرة أخري، وكأنه كما قلت تم تحنيطه فى اليوم السابق، لأن المادة التى اكتشفناها تعيد الحيوية لكافة الأنسجة وتجففها تماما وتحافظ على شكلها الأصلى بشكل كامل!.
التحنيط ليس الغاية
قاطعته قائلا: أليس من الممكن أن يكون هذا الفطر معلومًا للعلماء؟، فقالا سويا: نتحدى!! فلم يصل العلم قديما أو حديثا للسبب الرئيس أو المادة المستخدمة فى عملية سحب المياه من المومياوات المصرية القديمة.
فسألتهما عما إذا كانت هناك جدوى للاكتشاف غير التحنيط؟ فرد المهندس محمد بغدادى: بالطبع هناك عدد من التطبيقات التى حاولنا القيام ببعضها ونجح، وسوف يجد كل متخصص عالم فى مجاله الضالة التائهة منه، إذا أخذ الاكتشاف بالشكل الذى يليق به.. سألته: كيف؟، فقال هناك أزمة قومية اسمها محصول البطاطس، الذى يحتاج إلى ٣ أشهر.. أو ما يسمى بـ»كسر السكون»، وهى المدة التى تؤهل الثمرة للاستزراع مرة أخري، خاصة العروة الصيفية، ما يكبد الدولة مبالغ طائلة، لأن فى هذه الفترة وكذلك فترة الزراعة تستورد تقاوى البطاطس من الخارج، خاصة من هولندا و«إسرائيل»، وهو ما يكلف الدولة ما يتراوح بين ٥٠٠ مليون جنيه والمليار.. قلت له: وهل أجريت التجربة عليها؟ فرد قائلا: بالطبع.. لكن على عدد قليل من الثمار، قمت برشه بالمادة المكتشفة، ثم حفظه فى الثلاجة عند درجة حرارة معينة، وبعد ١٠ أيام من الحفظ، أبقيتها لمدة ١٠ أيام أخرى وبعدها أصبحت الثمار صالحة للزراعة، ولكى أكون منصفًا لا يزال الأمر يحتاج لمزيد من التجارب، لكن ما نحن متأكدون منه هو أن الفطر يسحب المياه من البذور، ويتغذى عليها ثم يدمر نفسه بنفسه بعد تمام العملية، دون أى آثار جانبية على الإنسان، ونحن على استعداد لخوض هذه التجارب معمليًا أمام الجهات المعنية بكل تطبيق على حدة. وأضاف: كذلك يمكنه القضاء على دودة القطن بعد رش المحصول فى بداية الإنبات ليقوم الفطر بالتغذى على الماء الموجود فى الحشرة، وبالتالى القضاء عليها، والحفاظ على إنباته وبقائه دون خسائر، وهو ما يفتح أمامنا المجال واسعًا فى الكثير من التطبيقات المشابهة، خاصة تلك التى تحتاج إلى فترة طويلة قبل زراعتها مرة أخرى.
يجفف الخلايا السرطانية
ثم تدخل طارق حسان مرة أخرى قائلا: هل تعرف ماذا فعل الفراعنة؟ أنا أسأل وأجيب أنهم لم يفعلوا شيئًا غير حقن أو دهن المومياء بهذا الإنزيم الذى يعمل على الدخول إلى الأنسجة ومن ثم يسحب منها الماء، دون أن يؤثر فى شىء منها، بل يتركها سليمة دون أن تتحلل، أى أنه يدخل إلى الخلايا ويقوم بنفس المهمة، يحصل على الماء ليتغذى ويعيش عليه فإذا انتهى الماء يموت الفطر ويتلاشى الإنزيم، فيما الخلايا تبقى سليمة دون الماء.. هنا سألت سؤالًا يبدو خارج الموضوع، هل يمكن أن يؤثر هذا الإنزيم فى الخلايا السرطانية؟
فرد المهندس محمد قائلًا: من الممكن لكن بمشاركة المختصين، لأننا نعلم أن نزع الماء عن الخلايا السرطانية يميتها، وهو ما يعنى شفاء المريض بعد تخلصه منها، هذا مجرد توقع يحتاج لمزيد من البحث المشترك، الذى نسعى إليه دون الاستئثار بما اكتشفناه، وهو ما يجعلنا أكثر أملا وتوقعا لأن يتداخل الاكتشاف مع تطبيقات كثيرة لن تكون مفيدة للإنسانية فحسب لكنها ستكون ثورة علمية بلا شك.
http://www.albawabhnews.com/1446511
Best Wishes: Dr.Ehab Aboueladab - Email:ehab10f@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق