فى سبتمبر من العالم الماضى، شهدت فعاليات الدورة الـ 55 للجمعية الأوروبية لدراسة مرض السكرى - التجمع السنوى الأكبر بالعالم لمناقشة الجديد فى علاجات السكرى - الإعلان عن أنسولين جديد وصفه الأطباء المشاركون وقتها بأنه ثورة جديدة فى عالم الأنسولين وعلاجات السكرى، خلال فعاليات المؤتمر الذى حضرته «المصرى اليوم»، ووقتها أكد مسؤولو الشركة العالمية المنتجة إمكانية طرحه بالسوق المصرية، وأنهم فى مفاوضات مع الحكومة لاتخاذ إجراءات التسجيل السريع للدواء لبدء طرحه فى مصر فى أقرب وقت.
اليوم وبعد عام تقريبا من انعقاد المؤتمر، أعلنت الشركة المنتجة لهذا النوع الجديد من الأنسولين موافقة وزارة الصحة والسكان على تسجيل عقار «سوليكا» الذى يحتوى على مركبين من أدوية السكرى، وهما الأنسولين القاعدى ونظيره الـGLP1، حيث يُعد هذا النوع من الأنسولين طفرة جديدة، يستطيع معه المريض التحكم فى معدلات السكرى الصائم والفاطر فى وقت واحد من خلال حقنة واحدة فقط يوميا (أنسولين الجلارجين وليكسيناتيد) بدلا من 4 حقن على مدار اليوم الواحد، ويتم إعطاء العقار الجديد من خلال قلم حقنة معبأ مسبقًا باستخدام تكنولوجيا «سولو ستار»- وهى من أكثر تقنيات حقن الأنسولين فى العالم- ووفقا لبيان الشركة المنتجة، سيتم طرح العقار الجديد فى الأسواق قبل نهاية هذا العام.
وقالت الدكتورة هالة رمزى، رئيس القطاع الطبى مصر والسودان بالشركة المنتجة، إنهم يواصلون جهدهم وريادتهم فى تطوير علاجات مرض السكرى وتقديم حلول علاجية جديدة للمريض، مشيرة إلى أن «سوليكا» هو حل جديد يمكن أن يساعد البالغين المتعايشين مع مرض السكرى من النوع الثانى غير المنتظم للوصول إلى التوازن فى مستوى السكرى وتحقيق الهدف من العلاج.
وتعليقا على طرح هذا الدواء الجديد فى مصر، قال الدكتور صلاح شلباية، أستاذ السكرى والغدد الصماء بكلية الطب جامعة عين شمس، إن علاج «السوليكوا» الجديد هو فى الواقع نوعان من العلاجات فى آنٍ واحد، بمعنى أنه يحتوى على أنسولين جلارجين مع مادة الـ GLP-1 ليكسيسيناتيد، ويقدم هذا المزيج الرائع فى قلم واحد للحقن تحت الجلد.
وأضاف: «يستفيد من هذا العلاج الجديد بعض مرضى السكرى من النوع الثانى، فهو يعطى مرونة كبيرة للطبيب والمريض فى 3 نقاط، وهى: أولا علاجان مختلفا التأثير بالحقن مرة واحدة فى اليوم وليس حقنتين، ثانيا: يقلل كثيرا من حدوث الهبوط السكرى وهو العائق الشهير جدا لعدم التزام المريض بالعلاج بالأنسولين، ثالثا: عادة تحدث زيادة بالوزن مع استعمال الأنسولين ولكن مع هذا العلاج الجديد لا توجد قابلية لزيادة الوزن».
وأكد أستاذ السكرى والغدد الصماء أن هذا العلاج يُوصف عن طريق الطبيب المختص بعلاج مرض السكرى، ولبعض الحالات من النوع الثانى والذين سيبدأون العلاج بالأنسولين.
وقال الدكتور محمد رضا حلاوة رئيس قسم الغدد الصماء والسكرى بكلية طب جامعة عين شمس، إن الأنسولين الجديد (سوليكوا) يُجنب المريض تكرار الحقن يوميا والاكتفاء بحقنة واحدة على مدار اليوم لتنظيم مستوى السكرى بالدم.
وتابع: «كشفت الدراسات إمكانية تجنب الإصابة بالمرض من خلال نظام حياة مثالى وممارسة الرياضة، ومن المعروف أن مريض السكرى يأخذ العلاج طول العمر.. الآن وفقا لبعض الدراسات الحديثة يمكن من خلال تغيير نمط الحياة ونزول الوزن بنسبة تتراوح بين 10% و15% يمكن أن تؤدى لرجوع مستوى السكرى للمعدل الطبيعى، وأن 10% من المرضى يمكن لهم الاستغناء عن العلاج خلال فترة زمنية من اتباع هذا النظام السليم تتراوح بين 6 و12 شهرا حسب الدراسة التى كانت نتائجها مبهرة ومشجعة لممارسة نظام رياضى وغذائى سليم».
وتعقيبا على انتشار مرض السكرى فى مصر فى السنوات الماضية، أكد الدكتور صلاح الغزالى حرب، أستاذ السكرى والغدد الصماء بجامعة القاهرة، والرئيس الأسبق للجنة القومية لمكافحة السكرى، أن مشكلة مرض السكرى أنه ليست له أعراض، ومعظم حالات الإصابة بالمرض تُكتشف مصادفة، ومن هنا تأتى أهمية التوعية بالمرض وكيفية الوقاية منه، مشيرا إلى أن 15% من المصريين فى مرحلة ما قبل السكرى وفقا للإحصاءات الحالية، و14% من المصابين بالسكرى لا يعلمون بإصابتهم، ومن هنا تأتى الخطورة، وبالتالى يجب على الدولة التدخل لنشر التوعية وتحجيم مسببات الإصابة، كما فعلت بعض الدول مثل سنغافورة التى منعت إعلانات الأغذية التى تحتوى على سعرات حرارية كبيرة، وحث المواطنين على ممارسة الرياضة وتجنب التدخين، خاصة إذا علمنا أن نسبة من هم فى مرحلة ما قبل السكرى فى مصر 3 أضعاف المصابين بالمرض
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق