مصر التي أبهرت العالم بأفعال أبنائها، اليوم تبهر الجميع بالطريقة التي يتم من خلالها "التسول" عبر الهاتف المحمول. يبدأ "التسول الهاتفي" برسالة قصيرة على تليفونك المحمول، مضمونها "أنا محتاج فلوس.. وأنا أعلم أنك شخص رحيم.. ممكن تساعدني وتبعتلي رصيد أبيعه وأشتري بيه لقمة عيش لعيالي.. أرجوك لاتتصل.. احتراما لمشاعري.. سواء حسيت إني بكذب.. أو اقتنعت بكلامي". إذا حاولت الاتصال بالرقم الذي تلقيت منه الرسالة، تجده "غير متاح حاليا"، لكن مع إصرارك على معرفة هوية هذا الشخص، عليك أن تعاود الاتصال به مرارا وتكرارا، حتى يتم الرد، وهنا تكون أول عبارة تسمعها: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته". بتحية الإسلام بدأت المكالمة، وبـ"المسكنة" استمر الكلام، وبالدموع كان الرد: "أنا ست جوزي مات ومحتاجة أي فلوس.. لو تقدر حضرتك تحولي رصيد أبيعه وأشتري بيه عيش لولادي هفضل أدعيلك طول العمر.. إلهي ربنا يسترك.. أنا عندي ولد وبنت وعايزة أربيهم في الحلال". أمام الدموع قد تعجز عن الرد، لكن عندما تحاول إثبات أن الشخص الذي يتحدث إليك "نصاب"، فلابد أن تتبع أساليب "المكر". هنا سألتها: أنا هبعتلك 10 جنيه رصيد لكل ولد من ولادك.. قوليلي هما كم واحد وأنا هبعتلك حالا.. إنتى شكلك ست طيبة ومحتاجة فعلا، لكنها ردت سريعا: والله يابيه جوزي مات وسابلي 5 ولاد في رقبتي، مش عارفة أربيهم". قلت لها: ولادك كانوا 2 في بداية الكلام، ولما قلتلك 10 جنيه رصيد لكل ولد قلتي إنهم 5.. ليه الكذب؟. وهنا صمتت عن الكلام لبعض ثوانٍ، وكأنها تسترجع ما قالته مسبقا عن عدد أبنائها، ثم أغلقت المكالمة. انتشر التسول من "بوابة الفقر".. لكن إذا أصبح باطن الأرض أرحم عند الفقراء من ظاهرها، وتنوعت مشاهد الفقر، وأساليب التسول، "يبقي انت أكيد في مصر". |
Best Wishes: Dr.Ehab Aboueladab, Tel:+201007834123,Email:ehab10f@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق